الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبهِ . أما بعد…
أنزل الله القرآن كتاب هداية للناس إلى أهم قضايا الحياة الإنسانية، يهديهم فيعرفهم بربهم ولماذا خلقهم ويبين لهم دورهم على الأرض، وما الذي ينتهي إليه الإنسان بالموت وما الذي ينتظرهم بعد الموت، كما يهديهم إلى احسن الطرق التي يقيمون عليها حياتهم وسلوكهم وأخلاقهم ومعاملاتهم، قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)(الاسراء:9)
ولكن بالإضافة إلى ذلك اخبر الله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان وعلمه وانزل القرآن وبيّنه ووعد في كتابه بأنه سيكشف للناس عامة وللعلماء خاصة آيات بينات وأدله وبراهين واضحة على صدق هذا القرآن وعلى صدق دعوته إلى العقيدة الحقة والشريعة السمحة وعلى صدق رسالة محمد (صلى الله عليه وسلم)، هذه الآيات وتلك البراهين سيجدها الناس والعلماء منهم خاصة مبثوثة في الآفاق، وفي نفس الإنسان، في خلقه وفي جسمه وأعضاءه وخلاياه حتى يتبين لهؤلاء الناس أن هذا القرآن هو الحق من ربهم لصدقه بتحقق الوعد الذي وعده قبل ألف وأربعمائة سنة. قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(فصلت:53)
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)(سبأ:6)
وقد تحقق وعد الله، وثبت صدق القرآن، وكان مما تحقق في عصرنا هذا، عصر العلوم الكونية، أنه كلما تقدمت الكشوف العلمية في ميدان من الميادين كشفت للناس عن آيات الخلق الباهرة التي تزيد الناس إيماناً بربهم وخالقهم.
ومن الأمور المعجزة التي رآها علماء هذا العصر في أنفسهم واعتبروها آية باهرة على إعجاز الخلق وبديع الصنع عضو من أعضاء الإنسان وهو الكبد حيث رأى العلماء فيه حقائق مذهلة وبينات مدهشة زادتهم إيماناً ويقيناً، وإليك لمحات مختصرة عن بعض هذه الحقائق.
® حقائق مذهلة عن الكبد
• تقوم خلايا الكبد بحوالي (500) وظيفة حيوية تحتاج لإنجازها إلى منطقة صناعية كبرى.
• يحتوي على اكبر تجمع خلوي بالجسم حيث يحتوي على (200-300) مليار خلية.
• يزن ما بين (1200-1500) غم، فهو بهذا يعتبر اكبر عضو داخلي في الإنسان.
• تتجدد خلايا الكبد كل (150) يوم، حتى إن الكبد يتجدد شبابه كاملاً مرة كل بضعة أشهر!!
• تميزت هذه الخلايا باحتوائها على اكبر قدر ممكن في مخازن الطاقة بالخلية (الميتوكوندريا) حيث يبلغ متوسط ما تحتويه الخلية الكبدية حوالي ألفاً من هذه المولدات.
• ميزة أخرى لهذه الخلايا هي قدرتها على إنجاز نفس الإنتاج في حالة فشل بعض الخلايا حتى إن الكبد يستمر بأداء عمله بعد أن يفقد (80%) من حجمه.
• مجموع ما يصل للكبد من الدم يمثل ربع كمية الدم بالجسم.
• سلح هذا العضو بخلايا مناعية منتشرة بكثرة بين خلاياه يمثل سداً منيعاً ضد الجراثيم التي قد تهاجم الكبد.
وهكذا شاهد العلماء هذه الحقائق العظيمة المدهشة فكانت آيات واضحة وبراهين ناصعة على معجزة الخلق وبديع الصنع، وبهذا يتبين أن القرآن هو الحق لأنه وعد وصدق الوعد فتحققت المعجزة
® الكبد وعملية تنظيم نسبة السكر بالدم
عندما تزداد نسبة السكريات في الدم بعد أخذ حاجة خلايا الجسم منه يحول الكبد هذه السكريات الزائدة إلى مادة نشوية كاحتياطي للطاقة، وعند انخفاض نسبة السكر في الدم تتحول المادة النشوية المخزونة في الكبد إلى سكريات مهيأة للاستهلاك كطاقة من قبل خلايا الجسم. هذه العملية هي عملية توازن عجيبة في غاية الدقة يشترك فيها ملايين الهرمونات والمركبات الكيميائية المختلفة (كالإنزيمات).
® الكبد وإنتاج كريات الدم الحمراء
ينتج الكبد كريات الدم الحمراء في الجنين إلى حد الأسبوع الثاني عشر ثم يتوقف عن ذلك. لوحظ انه بعد الأسبوع الثاني عشر تبدأ مادة نخاع العظم المتكونة حديثاً بإنتاج كريات الدم الحمراء، وكذلك فإن الكبد يتوقف عن هذه المهمة المؤقتة في هذا الوقت بالذات ليسلم المهمة إلى نخاع العظم ليبدأ المباشرة بمهمته الأساسية وهي إنتاج هذه الخلايا.
فاعتبرت هذه الحقيقة معجزة من معجزات الخلق واندهش العلماء بها، وتبين لهم أن القرآن هو الحق لأنه وعد وتحقق الوعد
® الكبد والحديد
لاحظ العلماء افتقار لبن الأم إلى الحديد، فقالوا إن لبن الأم يحتوي على جميع المعادن والعناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الطفل عدا الحديد. ولكن من ناحية أخرى لاحظوا أن الجنين عندما يولد فإن بكبده خزين من الحديد يكفيه لمدة (3-6) أشهر وهذه الفترة هي فترة بدء استعداد الطفل لتناول الأغذية المختلفة والأطعمة الملائمة له الغنية بالحديد بالإضافة إلى لبن الأم فيحصل على الحديد من هذه الأطعمة.
فرأى العلماء آية الباهرة في ذلك، فتبين لهم أن القرآن هو الحق لأنه وعد بأن هذا سيحدث وحدث فعلا
وهكذا شاهد العلماء هذه الحقيقة العظيمة المدهشة فكانت آية واضحة وبرهان ناصع على معجزة الخلق وبديع الصنع، وبهذا يتبين أن القرآن هو الحق لأنه وعد وصدق الوعد فتحققت المعجزة
® الكبد وهضم المواد الدهنية
يحتاج الإنسان إلى المواد الدهنية في غذائه بالإضافة إلى النشويات والبروتينات، وهذه المواد الدهنية هي مواد معقدة التركيب وصعبة التحلل والامتصاص، والكبد يصنع ويفرز يومياً لتراً ونصف من مادة الصفراء اللازمة لتحليل وهضم وامتصاص المواد الدهنية وذلك بتحويل الدهن إلى مستحلب دهني يسهل هضمه.
اندهش العلماء من هذا المصنع العجيب وهذه المادة المعجزة، فتبين أن القرآن هو الحق لأنه وعدنا بأن هذا سيحدث وتحقق الوعد
® الكبد والسموم
تدخل السموم وتتكون في الجسم بطرق مختلفة، مثلاً:
• تنتج عن طريق التمثيل الغذائي للبروتينات مواد سامة وهي الآزوت والامونيا.
• الزوائد من الهرمونات.
• الأدوية والعقاقير التي يتناولها الإنسان.
• السموم التي يتناولها الإنسان عن طريق الخطأ كحوادث التسمم المختلفة (مع الغذاء، الاستنشاق، عن طريق الجلد).
الكبد هو المعمل الكيميائي الذي يعادل هذه السموم ويخلص الجسم منها عن طريق تحويلها إلى مواد غير فعالة وخاملة يسهل التخلص منها. وعجز الكبد يؤدي إلى تجمع هذه السموم في الدم والأنسجة المختلفة كالدماغ ويؤدي إلى غياب الوعي والموت.
وهكذا اعتبر العلماء هذه الحقيقة آية باهرة تدل على روعة الخلق ودقة الصنع، فثبت صدق القرآن لأنه وعد فتحقق الوعد وهذه معجزة أخرى تضاف إلى معجزات القرآن التي لا تعد ولا تحصى
® الكبد مصنع عظيم للمواد الضرورية للإنسان والذي يعتبر إنتاج واحدة منها معجزة من معجزات هذا الخلق
ينتج الكبد مواد بروتينية كثيرة بالإضافة إلى المواد الكثيرة الأخرى، أحد هذه البروتينات هو بروتين الألبومين.
• هذا البروتين ضروري للمحافظة على ضغط الدم الازموزي.
• وهكذا شاهد العلماء هذه الحقائق العظيمة المدهشة فكانت آيات واضحة وبراهين ناصعة على معجزة الخلق وبديع الصنع، وبهذا يتبين أن القرآن هو الحق لأنه وعد وصدق الوعد فتحققت المعجزة
• يقوم بنقل الهرمونات المختلفة وكذلك المعادن والأحماض الأمينية والإنزيمات والأدوية في الدم.
• ولكي نعرف مدى أهمية هذا البروتين في الجسم هنالك مرض يصيب الكلى يؤدي إلى فقدان هذا البروتين عن طريق الكليتين فيؤدي ذلك إلى نقصه في الدم مما يؤدي إلى مرض الإنسان واعتلاله وتورم جسمه حيث يتورم وجهه ويداه وقدماه وبطنه… عافنا وعافاكم الله.
وهكذا إلى يوم القيامة كلما يكتشف العلماء شيئاً جديداً وبديعاً ومعجزاً في هذا الخلق وفي غيره من المخلوقات المبثوثة في الآفاق، وكلما اندهشوا بهذه الحقائق التي كانوا غافلين عنها سابقاً، يتحقق صدق وعد القرآن وهذه معجزة متجددة للقرآن باقية بقاء عقل الإنسان وتفكيره واكتشافه، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه المعجز:
بسم الله الرحمن الرحيم
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(فصلت:53)
23/05/12, 01:57 pm
