نعم.. أنا مراهقة
منذ بدأت ألمس تغييراً في شخصيتي، وتغيرات في جسدي؛ عرفت أني دخلت تلك المرحلة التي يقولون عنها سن المراهقة، ولا أخفيكم سراً أني بدأت أقرأ عما يقال عنها وعن الداخلين في غياباتها وبدأت أقارن بينما ما أقرأ وبينما أشعر.
وعرفت أن أول الطرق لتغلب على أي مشكلة هو التعرف إليها والقراءة عنها.
عرفت أن مشاعري غالباً ما تخدعني فهي قد تخبرني أن عائلتي لا تحبني، وأن شخصاً ما هو الذي يحبني.. والحقيقة أنها مشاعر كاذبة خادعة، وأني لو درت العالم كله لن أجد أحن عليّ من أمي وأبي وأخوتي، عائلتي التي تربيت وعشت بينهم وترعرعت في أحضانهم.
وقرأت أن الحزن الذي كثيراً ما يغمرني لا يستند إلى سبب حقيقي، وإنما هي مشاعر متخبطة، وأني قادرة بإذن الله على أن أستبدل الحزن بالفرح.. والمشاعر السلبية بالإيجابية.
وركنت إلى قراءة القرآن الكريم واللجوء إليه عند الهم والحزن وشعاري في ذلك (( ألا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))
وغرقت في كتب تطوير الذات؛ واكتشفت أن هذه أهم مرحلة يمكن أن أستثمر وقتي فيها، فأنمي قدراتي وأطور من مواهبي وهوياتي استعدادا للفترة القادمة؛ حتى أحدد هدفي الدراسي والطريق الأدبي والعلمي الذي يناسبني..
وسمعت أن وقت الفراغ الذي يبعث فيّ الملل هو من النعم الكبيرة التي تميز هذه المرحلة التي أعيشها، وبالتالي يجب أن أستفيد منها في قراءة الكتب إذ هي من ستشكل فيما بعد مخزوني الثقافي؛ لأنه قد يأت وقت لا أجد فيه وقتا للقراءة والاستزادة من مناهل الثقافة.
وبدأت أستشعر جمال الإحساس بالمسؤولية، فبدأت بالاهتمام بأخوتي وأخذ دور أمي عندما تكون مشغولة أو غائبة عن المنزل.
وأخذت أبحث عن ما يحافظ على صحتي، وعرفت أن أهم الأشياء لدرء الأمراض هي الوقاية منها، وعرفت أني يمكن أن أقي نفسي بإذن الله من كثير من الأمراض إذ ما اهتممت بتنمية ثقافتي الطبية، والابتعاد عن كل ما يضر جسدي مما تقع فيه كثير من المراهقات.
وعرفت أخيراً أن قول كلمة "لا" لا تجعلني مميزة، بل التفاعل مع الأهل وتفهم آرائهم والثقة بخبراتهم هي من تجعلني أخطو نحو التميز والنجاح.