جمال عبدالحي Admin
عدد المساهمات : 5200 النقط اللى حصلت عليها فى منتدى بحبك يا : 6222 تاريخ التسجيل : 04/10/2010 العمر : 30
بطاقة الشخصية لعبه: كابتن جمي ســــوره: (0/0)
| موضوع: ابليس ينتصر 23/02/12, 03:53 pm | |
| ابليس ينتصر من قصص توفيق الحكيم: اتخذ قوم شجرة صاروا يعبدونها ، فسمع بذلك ناسك مؤمن بالله ، فحمل فأساً وذهب إلى الشجرة ليقطعها ، فلم يكد يقترب منها حتى ظهر له إبليس حائلا بينه وبين الشجرة وهو يصيح به : - مكانك أيها الرجل! لماذا تريد قطعها ؟ = لأنها تضل الناس . - وما شأنك بهم ؟ دعهم في ضلالهم ! = كيف أدعهم ؟ من واجبي أن أهديهم . - من واجبك أن تترك الناس أحراراً يفعلون ما يحبّون . = إنهم ليسوا أحرارا إنهم يصغون إلى وسوسة الشيطان . - أوتريد أن يصغوا إلى صوتك أنت؟ = أريد أن يصغوا إلى صوت الله . - لن أدعك تقطع هذه الشجرة . = لابد لي من أن أقطعها . فأمسك إبليس بخنّاق الناسك ، وقبض الناسك على قرن إبليس ، وتصارعا طويلاً ، إلى أن انجلت المعركة بانتصار الناسك ، فقد طرح الشيطان على الأرض وجلس على صدره وقال له : = هل رأيت قوتي ؟ فقال إبليس بصوت مخنوق : - ما كنت أحسبك بهذه القوة ، دعني وافعل ما شئت . فأخلى الناسك سبيل إبليس وكان الجهد الذي بذله في المعركة قد نال منه فرجع إلى صومعته واستراح ليلته . فلما كان اليوم التالي ، حمل فأسه وذهب يريد قطع الشجرة ، وإذ بإبليس يخرج له صائحا: - أعدت اليوم أيضا لقطعها؟ = قلت لك لا بُدَّ لي من أن أقطعها . - أوتظنك قادراً على أن تغلبني اليوم أيضا؟ = سأظل أقاتلك حتى أعلي كلمة الحق . - أرني إذا قدرتك!!. وأمسك بخناقه ، فأمسك الناسك بقرنه وتقاتلا وتصارعا إلى أن أسفرت الموقعة عن سقوط الشيطان تحت قدمي الناسك فجلس على صدره وقال له : = ما قولك الآن في قوتي؟ - حقاً إنّ قوتك لعجيبة دعني وافعل ما تريد . لفظها الشيطان بصوته المخنوق . فأطلق الناسك سراحه ، وذهب إلى صومعته واستلقى من التعب والإعياء حتى مضى الليل وطلع الصبح فحمل الفأس وذهب إلى الشجرة فبرز له إبليس صائحا فيه: - ألن ترجع عن عزمك أيها الرجل؟ = أبدا لا بُدَّ لي من قطع دابر هذا الشر. - أتحسب أني أتركك تفعل ؟ = إن نازلتني فإني سأغلبك. فتفكّر إبليس لحظة ورأى أن النزال والقتال والمصارعة مع هذا الرجل لن يتيح له النصر عليه ، فليس أقوى من رجل يقاتل من أجل فكرة أو عقيدة. ما من باب يستطيع إبليس أن ينفذ منه إلى حصن هذا الرجل غير باب واحد ! إنه الحيلة ، فتلطف إبليس ، وقال له بلهجة الناصح المشفق : - أتعرف لماذا أعارضك في قطع هذه الشجرة ؟ إني لا أعارض إلا خشية عليك ورحمة بك فإنك بقطعها ستعرض نفسك لغضب الناس من عبّادها ، ما لك وهذه المتاعب تجلبها على نفسك ؟ أترك قطعها وأنا أجعل لك في كل يوم دينارين تستعين بهما على نفقتك . = دينارين!؟ - نعم في كل يوم تجدهما تحت وسادتك . = ومن يضمن لي قيامك بالشرط؟ - أعاهدك على ذلك وستعرف صدق عهدي . = اتفقنا . ووضع إبليس يده بيد الناسك وتعاهدا ، وانصرف الناسك إلى صومعته وصار يستيقظ كل صباح ويدس يده تحت وسادته فتخرج بدينارين حتى انصرم الشهر . وذات صباح دسّ يده تحت الوسادة فخرجت فارغة … لقد قُطع عنه فيض الذهب ، فغضب الناسك ونهض فأخذ فأسه وذهب ليقطع الشجرة فاعترضه إبليس في الطريق وصاح به : - مكانك ! إلى أين؟ = إلى الشجرة أقطعها . فقهقه الشيطان ساخراً : - تقطعها لأني قطعت عنك الثمن !؟ = بل لأزيل الغواية وأضيء مشعل الهداية. - أنت !؟ = أتهزأ بي أيها اللعين ؟ -لا تؤاخذني . منظرك يثير الضحك . = أنت الذي يقول هذا أيها الكاذب ؟ وانقضّ الناسك على إبليس وقبض على قرنه وتصارعا لحظة وإذ بالمعركة تنجلي عن سقوط الناسك تحت حافر إبليس فقد انتصر وجلس على صدر الناسك مزهواً يقول له : - أين قوتك الآن أيها الرجل؟ فخرج من صدر الناسك المقهور صوت كالحشرجة يقول : = أخبرني كيف تغلبت علي أيها الشيطان. - عندما غضبت لله غلبتني ، ولما غضبت لنفسك غلبتُك ، عندما قاتلت من أجل عقيدتك صرعتني ، ولما قاتلت لمنفعتك صرعتك | |
|