الصحابي الجليل
معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله
:
أجلسوني
..
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. ، ثم بكى .. وقال
:
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و
الانهدام ..، أما كان هذا وغض الشباب نضير ريان ؟!
ثم بكى وقال
:
يا رب ، يا رب ، أرحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي
..
اللهم أقل العثرة وأغفر الزلة .. وجد بحلمك على من لم يرج غيرك ولا وثق
بأحد
سواك
...
ثم فاضت رضي الله عنه.
*
الصحابي الجليل
عمرو
بن العاص
رضي الله عنه
حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و
حول وجهه إلى الجدار، فقال له إبنه : ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول
الله
....
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه وقال : إن
أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله
..
إني كنت على أطباق ثلاث
..
لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله
عليه و سلم مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على
تلك
الحال لكنت من أهل النار.....
فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى
الله عليه وسلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك، فبسط يمينه، قال : فقضبت يدي
..
فقال : ما لك يا عمرو ؟
قلت : أردت أن أشترط
فقال : تشترط ماذا ؟
قلت : أن يغفر لي
.
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن
الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟
وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحلى في عيني
منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو قيل
لي صفه لما إستطعت أن أصفه، لأني لم أكن أملأ عيني منه،
ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة،
ثم ولينا أشياء، ما أدري ما حالي فيها ؟
فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا
دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم
لحمهاحتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟
*
الصحابي الجليل
أبو
موسى الأشعري
رضى الله عنه
لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة، دعا
فتيانه، وقال لهم
:
إذهبوا فاحفروا لي وأعمقوا
...
ففعلوا
..
فقال : أجلسوا بي، فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى
المنزلتين، إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا، وليفتحن لي
باب من
أبواب الجنة ، فلأنظرن إلى منزلي فيها وإلى أزواجي، وإلى ما أعد الله عز
وجل لي
فيها من النعيم، ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي،
وليصيبني
من روحها وريحانها حتى أبعث
.
وإن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه
أضلاعي، حتى يكون أضيق من كذا وكذا، وليفتحن لي باب من أبواب جهنم، فلأنظرن
إلى مقعدي وإلى ما أعد الله عز وجل فيها من السلاسل والأغلال والقرناء، ثم
لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي، ثم ليصيبني من سمومها
وحميمها
حتى أبعث
.
*
سعد بن الربيع
رضي
الله عنه
لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن
الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟
فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني
لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد
:
اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام
وأخبره أني ميت وأني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة وأنفذت في، فأنا هالك لا
محالة،
واقرأ على قومي من السلام وقل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول
الله
صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف
...
*
عبد الله بن عمر
رضي
الله عنهما
قال عبد الله بن عمر قبل أن تفيض روحه
:
ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة
:
ظمأ الهواجر ومكابدة الليل ومراوحة الأقدام بالقيام
لله عز وجل،
وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت
{و لعله يقصد الحجاج و من معه}.
*
عبادة بن الصامت
رضي
الله عنه و أرضاه
لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة، قال
:
أخرجوا فراشي إلى الصحن
ثم قال
:
اجمعوا لي موالي وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي
فجمعوا له .... فقال
:
إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة،
وإنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني ش
، وهو والذي نفس عبادة بيده، القصاص يوم القيامة، وأحرج على أحد منكم في
نفسه
شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي
.
فقالوا : بل كنت والدا وكنت مؤدبا
.
فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟
قالوا : نعم
.
فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي
...
أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي، فإذا خرجت نفسي
فتوضئوا فأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر
لعبادة و
لنفسه ، فإن الله عز و جل قال : واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا
على
الخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تتبعوني بنار
.
*
الإمام الشافعي
رضي
الله عنه
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي
فيه
فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟!
فقال الشافعي
:
أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولسوء
عملي ملاقيا، ولكأس المنية شاربا، وعلى الله واردا، ولا أدري أروحي تصير
إلى
الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها، ثم أنشأ يقول
:
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي
جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا
*
الحسن البصري
رضي
الله عنه و أرضاه
حينما حضرت الحسن البصري المنية
حرك يديه وقال
:
هذه منزلة صبر وإستسلام
!
*
عبد الله بن
المبارك
العالم العابد الزاهد المجاهد عبد الله بن المبارك،
حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت
ثم أفاق .. ورفع الغطاء عن وجهه وابتسم قائلا
:
لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله
....
ثم فاضت روحه.
*
الفضيل بن
عياض
العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين
لما حضرته الوفاة ، غشي عليه ، ثم أفاق و قال
:
وا بعد سفراه
...
وا قلة زاداه
...!
*
الإمام العالم
محمد
بن سيرين
روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة، بكى، فقيل
له : ما يبكيك ؟
فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي
للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية.
*
الخليفة العادل الزاهد
عمر بن عبدالعزيز
رضي الله عنه
لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال
لبنيه وكان مسلمة بن عبد الملك حاضرا
:
يا بني، إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد
من المسلمين وأهل ذمتهم إلا رأو لكم حقا
.
يا بني، إني قد خيرت بين أمرين، إما أن تستغنوا و
أدخل النار، أو تفتقروا و أدخل الجنة، فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي،
قوموا
عصمكم الله ... قوموا رزقكم الله
...
قوموا عني ، فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة ، ما
هم بجن و لا إنس
..
قال مسلمة : فقمنا وتركناه، وتنحينا عنه، وسمعنا قائلا يقول : تلك الدار
الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا
فسادا والعاقبة للمتقين
ثم خفت الصوت، فقمنا فدخلنا، فإذا هو ميت مغمض
مسجى
!
*
الخليفة المأمون
أمير المؤمنين
رحمه الله
حينما حضر المأمون الموت قال
:
أنزلوني من على السرير.
فأنزلوه على الأرض
...
فوضع خده على التراب وقال
:
يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه
... !
*
أمير المؤمنين
عبدالملك من مروان
رحمه الله
يروى أن عبد الملك بن مروان لما أحس بالموت قال :
أرفعوني على شرف ، ففعل ذلك، فتنسم الروح ، ثم قال
:
يا دنيا ما أطيبك
!
إن طويلك لقصير
...
وإن كثيرك لحقير
...
وإن كنا منك لفي غرور
... !
*
هشام بن عبد الملك
رحمه الله
لما أحتضر هشام بن عبد الملك، نظر إلى أهله يبكون
حوله فقال : جاء هشام إليكم بالدنيا وجئتم له بالبكاء، ترك لكم ما جمع
وتركتم له
ما حمل، ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله
.
*
أمير المؤمنين
الخليفة المعتصم
رحمه الله
قال المعتصم عند موته
:
لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت
... !
*
أمير المؤمنين
الخليفة الزاهد المجاهد
هارون الرشيد
رحمه الله
لما مرض هارون الرشيد ويئس الأطباء من شفائه ...
أحس
بدنو أجله .. قال : أحضروا لي أكفانا فأحضروا له .. فقال
:
احفروا لي قبرا
...
فحفروا له ... فنظر إلى القبر وقال
:
ما أغنى عني مالية ... هلك عني سلطانية
... !
*
محمد رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
الحمد لله الواحد العلام
وعلى النبي الكريم الصلاة و السلام
أما بعد
..
فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت
..
جمعتها تذكرة لنفسي أولا و لإخواني .. لنأخذ منها
العظة .. و لنتذكر حقيقة هذه الدنيا
...
و خير ختام لهذه الحلقات .. اللحظات الأخيرة على
فراش موت النبي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام
...
في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة
الحادية عشرة للهجرة
كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وسرت أنباء مرضه بين أصحابه، وبلغ منهم القلق مبلغه، وكان رسول الله صلى
الله
عليه وسلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم، حين أعجزه المرض عن الحضور
إلى
الصلاة
.
وفي فجر ذلك اليوم وأبو بكر يصلي بالمسلمين، لم
يفاجئهم وهم يصلون إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة، ونظر إليهم وهم
في
صفوف الصلاة ، فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم
يريد أن يخرج للصلاة، فأراد أن يعود ليصل الصفوف، وهم المسلمون أن يفتتنوا
في
صلاتهم، فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم
، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأومأ
إلى أبي بكر ليكمل الصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد
رسول الله
إلى حجرته، وفرح الناس بذلك أشد الفرح، وظن الناس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد أفاق من وجعه، وإستبشروا بذلك خيرا
...
وجاء الضحى .. وعاد الوجع لرسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فدعا فاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت
لذلك
..
،
فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله، فضحكت
...
وإشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه وسلم ..
بلغ
منه مبلغه ... فقالت فاطمة : واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا : لا
كرب
على أبيك بعد اليوم.
و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته
للمسلمين و هو على فراش موته : الصلاة الصلاة .. وما ملكت أيمانكم ......
الصلاة
الصلاة وما ملكت أيمانكم .... وكرر ذلك مرارا
......
ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده السواك ، فنظر
إليه رسول الله ، قالت عائشة : آخذه لك .. ؟ ، فأشار برأسه أن نعم ...
فإشتد عليه
...
فقالت عائشة : ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له
...
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل يديه في
ركوة فيها ماء، فيمسح بالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله ... إن
للموت
لسكرات
...
اللهم أعنا على سكرات الموت
وفي النهاية ... شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و
سلم ... وتحركت شفتاه قائلا : .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين
والصديقين
الشهداء
والصالحين، اللهم إغفر لي وإرحمني ... وألحقني بالرفيق الأعلى اللهم
الرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
وفاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى
ربها .. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين وصلى اللهم عليه وسلم تسليما.