ارتدى ثيابه على عجل.. وسرح شعره على عجل.. ولبس حذائه على عجل. اليوم, ككل يوم من ايام حياته.. يسير في كُل تفاصيله على سكة العجل!. القى نظرة على اجندة مواعيده التي يسجلها بالدقيقة على ذاكرة هاتفه النقال قبل أن يخرج من باب البيت.
8,00 ص : الذهاب الى المصرف
9,00 ص: لقاء السيد ناصر في ستاربوكس
10,00ص: --------------------------
لم يكمل قراءة بقية المواعيد التي تلي العاشرة صباحاً. فقد لفته بشدة إختفاء موعد العاشرة صباحاً من الأجندة!!. لقد كتبه بنفسه قبل يومين فقط؟!. استمر في قراءة بقية المواعيد.. كلها مدونة, باستثناء موعد الساعة العاشرة صباحاً؟!!. غريب!
والأدهى إنه حاول أن يتذكر شيئاً عن هذا الموعد, فلم يفلح!!. مع من؟ واين؟ ولماذا؟ عبث!!
أنهى لقاءه مع السيد ناصر ليجد نفسه يقود سيارته بلا هدى, في إنتظار أن يحين موعد الساعة 11,00 صباحاً. بينما كان لا يزال يحاول جاهداً تذكر ذلك الموعد الخفي. وقف بسيارته عند الإشارة الضوئية. ففوجىء برجل يطرق نافذته ويسأله أن يوصله في طريقة.
لم يجد سبباً يمنعه من مساعدة الرجل, فقد كان في كُل الاحوال يسير بلا هدى. كما بدا الرجل الغريب لطيفاً, فسمح له بركوب السيارة.
بدأ الرجل الغريب حديثه معه بسؤاله:
- هل تأخرت عن موعدي معك؟
نظر إليه مندهشاً: لم يكن بيننا موعد سيدي!. هذه أول مرة ألتقيك فيها؟!
قهقه الرجل الغريب طويلاً قبل أن يجيبه قائلاً: أنا صاحب موعد العاشرة صباحاً.. وإن كنت تريد التأكد من هويتي, ابحث عن بقية مواعيدك لهذا اليوم, ستجد إنها جميعها قد ألغيت!!
ألتقط هاتفه النقال بيد مرتعشه ليتيقن مما يقوله هذا الغريب.. لكن القدر لم يمهله بعد أن حاول تفادي دهس قط عابر, ليفقد السيطرة على مقود سيارته التي إنقلبت عدة مرات قبل أن تستقر مهشمة بالكامل رأساً على عقب!