التحركات الشعبية الضرورية لدعم العلاقات مع إيران

في إطار التوجهات الجديدة لحكومة ثورة الشعب المصري في ‮٥٢ ‬يناير
‮١١٠٢‬م،‮ ‬في مجال السياسات الخارجية،‮ ‬وفي ظل الاتجاه العام في شأن
إعادة هيكلة السياسة الخارجية المصرية بعد فقدان طويل لدور مصري فعال ومؤثر
وقائد يجسد حقيقة الوزن السياسي لهذه الدولة‮.‬
‮ ‬أصبح من الأهمية
بمكان أن تتصدر التحركات الشعبية المعبرة عن خريطة القوي السياسية الحقيقية
في مصر،‮ ‬التحركات الشعبية المعبرة عن خريطة القوي السياسية الحقيقية في
مصر،‮ ‬المشهد السياسي كآلية لدعم توجهات الحكومة من جانب،‮ ‬وتخفيف الضغوط
الخارجية‮ »‬إقليمية ودولية‮« ‬من جانب آخر،‮ ‬ومشاركة من جانب الشعب في
صنع القرار السياسي بعد الثورة‮.. ‬من جانب ثالث،‮ ‬وأخيرا فإن هذه
التحركات تعبر بحق عن حقيقة التوجهات السياسية المنشودة والمأمولة للشعب
المصري‮.‬
وقد كانت التحركات الشعبية الأولي خلال الأسابيع الأخيرة قد
اتجهت نحو دول حوض النيل واثيوبيا أوغندا السودان‮«‬،‮ ‬وذلك لتحقيق عدة
أهداف منها‮: ‬تخفيف حدة التوتر في تصعيد‮ ‬غير مبرر قد يكون بفعل عوامل
خارجية أو السياسات الخاطئة‮ ‬غير المبالية من جانب نظام مبارك المخلوع،‮
‬وخلق حالة هدوء نسبي تمهيدا لحوار حقيقي حول أزمة المياه والسدود في نهر
النيل وحوله،‮ ‬والسعي نحو إعادة التخطيط للسياسة الخارجية المصرية علي
المستوي الرسمي،‮ ‬وكذا التمهيد لزيارات المسئولين المصريين علي أرضية
شعبية حقيقية وفي المقدمة زيارة رئيس وزراء الثورة د.عصام شرف وهي التي تمت
فعلا‮.‬
ونحن في أمس الحاجة إلي تحركات شعبية مماثلة في مناطق التوتر
التي خلقها النظام السابق،‮ ‬ومن ثم فقد أهمل الشأن الخارجي في ظل وزير
خارجية يتسم بالعدوانية علي كل من يقترب منه بالنقد،‮ ‬وأسهم في ايقاع
أبلغ‮ ‬الضرر بحاضر ومستقبل البلاد،‮ ‬وكل همه الاستمرار والاستقرار في
كرسيه كوزير للخارجية دون مراعاة الحد الأدني للمصالح العليا للبلاد‮.
‬ويكفي القول للتأكيد إن هناك وزراء خارجية لمصر قد استقالوا عندما تهددت
المصالح العليا عن خط الحد الأدني علي الأقل وفي المقدمة إسماعيل فهمي،‮
‬ومحمد إبراهيم كامل وغيرهما‮.. ‬بينما استمر واستقر‮ »‬عصمت عبدالمجيد ثم
عمرو موسي،‮ ‬ثم أبوالغيط‮«‬،‮ ‬ليسهموا هؤلاء في اهدار مكانة مصر ووزنها
الإقليمي والدولي‮.‬
لذلك فإن استعادة السياسة الخارجية المصرية لنشاطها
الحقيقي وتجاوز الأحد الأدني إلي الحد الأقصي للتعبير عن الثورة المصرية
العظيمة بشبابها وكل فئات الشعب،‮ ‬ومن بين ما أراه ضروريا الآن وبصفة
عاجلة بعد التحركات الشعبية في حوض النيل،‮ ‬ضرورة التحرك الشعبي نحو إيران
وكذلك نحو تركيا وقد تلمست من خلال تصريحات‮ ‬غريبة من بعض المسئولين في
دول الخليج العربي بمطالبة مصر الثورة بالكف عن دعم العلاقات وتطويرها مع
إيران،‮ ‬وهي محاولات لضرب الثورة وإعاقة نمو السياسة الخارجية المصرية وهو
أمر يجب تجاوزه بالتحركات الشعبية الفعالة فكما استهدفت التحركات الشعبية
في دول حوض النيل لضمان حصة مصر من المياه إن لم يكن البحث عن المزيد
عليها،‮ ‬فإن التحركات الشعبية تجاه إيران يمكن أن تحقق العديد من الأهداف
لعل آخرها،‮ ‬ما هو سياسي واستراتيجي،‮ ‬منها؟‮ ‬
‮١‬ ان دعم التعاون
الاقتصادي بين البلدين وحسبما توفر لي من معلومات تستطيع أن توفر إيران
استثمارات ضخمة يمكن أن تدعم الاقتصاد الوطني بعد الثورة وبعيدا عن الضغوط
والعمولات والشراكة الوهمية التي كانت سائدة في ظل العهد السابق‮.. ‬كما أن
معلوما لدينا أن عدد السائحين الإيرانيين المتوقع وصولهم لمصر،‮ ‬هو نصف
مليون سائح علي الأقل،‮ ‬كما أنه مسموح حاليا للأفواج السياحية من
إسرائيل،‮ ‬أليس من الأولي أن يسمح لأفواج سياحية من إيران،‮ ‬وهو الأمر
الذي سيلقي قبولا شعبيا،‮ ‬وبخلاف التبادل التجاري الضخم والمتوقع،‮ ‬والذي
توقف وتراجع حجم التجارة الخارجية بين البلدين‮ »‬مصر وإيران‮« ‬بفعل
توجهات سياسية مغلقة لدي نظام مبارك المخلوع،‮ ‬وبفعل ضغوط أمريكية
صهيونية‮.‬
‮٢‬ دعم التعاون السياسي والاستراتيجي بين البلدين‮: ‬حيث إن
دعم العلاقات السياسية بين البلدين من شأنه إعادة صياغة خريطة التفاعلات
في المنطقة العربية والشرق أوسط بادخال الجيران الأساسيين كايران وتركيا
واثيوبيا إلي حلبة التوازن في الاقليم الأوسطي في العالم‮.. ‬وأعتقد أن
المدخل الأساسي لمهمة التحركات الشعبية لمصر الثورة تجاه إيران الآن،‮
‬يتمثل في دعم المحور الأول وهو المتعلق بتطوير وتنامي أوجه التعاون
الاقتصادي بين البلدين‮. ‬وأن التحركات الشعبية الجادة والقوية من شأنها
تشجيع السياسة المصرية علي الاقدام علي هذه الخطوة بالتوجه شرقا نحو
إيران‮. ‬وادعو إلي تشكيل وفد يصل حجمه إلي مائة من ممثلي الأمة من جميع
فصائل القوي السياسية المختلفة وفي المقدمة مجموعة من شباب الثورة،‮ ‬لتري
إيران‮.‬