ماشي الحال وبقي مسرح الفن‮ .. !‬

أضاء مسرح الفن أنواره مرة أخري بعد أربع سنوات قضاها الفنان جلال
الشرقاوي مدافعا عنه في مواجهة ألاعيب فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق الذي
قرر أن يقتل الشرقاوي،‮ ‬وهو علي قيد الحياة،‮ ‬انتقاما من آرائه الرافضة
للسياسات الثقافية والفنون المستوردة الغريبة علي مجتمعنا التي جلبها حسني
وكان علي رأسها المسرح التجريبي،‮ ‬أو مسرح الجسد كما يطلق عليه‮.‬
أطلق
فاروق حسني زبانيته لهدم مسرح الفن بعد أربعة عقود ظل خلالها منبرا
للتنوير ونشر الفكر والإبداع وللأسف الشديد فقد قبل عبد العظيم وزير محافظ
القاهرة السابق أستاذ القانون أن يكون تابعا وأداة في يد الوزير ورفض تنفيذ
الأحكام التي أكدت أحقية استمرار المسرح،‮ ‬وبعد ثورة يناير التي أطاحت
بعصر الفوضي بادر المحافظ نفسه بالتنفيذ وقام رئيس حي عابدين بسداد رسوم
إصدار التراخيص من جيبه الخاص‮! ‬
وصدقوني إذ قلت إنني كنت أقرأ في
الإصرار علي هدم مسرح الفن بداية النهاية لحكم مبارك،‮ ‬ولم يكن هذا ضربا
للودع أو قراءة للطالع،‮ ‬ولكن لان أي عاقل يدرك أن نظام الحكم الذي يقتل
مبدعيه،‮ ‬ويدعم الفاسدين ومصاصي دماء الشعب يكون نظاما فاقدا للأهلية
ويكتب شهادة وفاته بيديه‮.‬
وسبحان الله العظيم فقد ترك عبد العظيم وزير
وفاروق حسني منصبيهما،‮ ‬وطالعنا في الصحف أن تحقيقات تجري حول تجاوزات
للأول في تخصيص أراض لرجال أعمال،‮ ‬بينما ذهب الثاني لجهاز الكسب‮ ‬غير
المشروع،‮ ‬ورغم أنه خرج بعد التحقيقات معلنا أن ثروته تكونت من بيع
اللوحات الفنية فقط،‮ ‬فإنني أناشد المستشار عاصم الجوهري قبل أن يغلق هذا
الملف أن يطلب حصرا بالمعارض التي بيعت فيها تلك اللوحات وأسماء مشتريها
وأسعارها وبيان مدي علاقة وزارة الثقافة بهذا النشاط من عدمه،‮ ‬ويا حبذا
لو تضمن الحصر أسعار اللوحات قبيل تولي المنصب الوزاري،‮ ‬وإذا ثبتت سلامة
موقف الوزير سأكون أول المهنئين‮. ‬