بدون أقنعة فلول الوطني كانوا هناك‮!‬

هل كان شباب الثورة علي حق فيما ذهبوا اليه خلال الجلسة الافتتاحية
للحوار الوطني الذي لم يكتمل‮.. ‬هل كان يكفي وجود بعض وجوه الحزب الوطني
لكي ينفض الحوار قبل ان يبدأ ؟‮! ‬
اولا كان لابد علي الداعي للحوار في
شخص بمكانة الدكتور عبد العزيز حجازي ان يكون واعيا بما يحدث في مصر
الان‮.. ‬فلم يكن موفقا تماما في دعوته لأشخاص ارتبطوا في أذهان الناس
بالانتماء للحزب الوطني المنحل بحكم المحكمة‮.. ‬لم يكن هناك أدني ترتيب
لهذا الحوار الذي كان الهدف منه هو التنسيق بين القوي الوطنية المتواجدة
علي الساحة‮.. ‬صحيح انه لم يكن هناك سوء قصد ولم يكن هناك من ينوي ضرب
كرسي في الكلوب لتنطفئ الانوار ولكن لم يكن هناك من يفكر وهو يدعو من دعاهم
للحوار‮.. ‬ظهر الدكتور حجازي علي شاشات التليفزيون وهو يردد‮ "‬لا
تعليق‮" ‬وكان محقا فلا تعليق بعدما حدث ولا كلام ممكن ان يقال وربما لم‮
‬يكن علي علم بمن دعي للحوار‮.. ‬وأعود لسؤالي الذي طرحته‮.. ‬كانت المسألة
واضحة منذ البداية وكانت علامات الاستفهام أكثر وضوحا‮.. ‬هل ما يزال هناك
فرصة لوجوه من الحزب الوطني أو من عرفوا بالانتماء لهذا الحزب ان يكونوا
في مقدمة القوي التي تشارك في الحوار‮ .. ‬هذه الوجوه الكريهة لا يجب ان
تكون في أي حوار‮ .. ‬ليس هذا الحوار فقط ولكن في كل الحوارات الاتية‮ ..
‬لقد حل القضاء هذا الحزب واقصاه من الحياة السياسية والبرلمانية في مصر
وكان يجب علي من دعا للحوار الوطني ان يعلم ذلك وان تتواري وجوه هذا الحزب
بعيدا عن أي حوار أو رأي‮.. ‬كفانا حكمهم لسنوات طويلة تعدت الثلاثين عاما
لم يفعلوا فيها شيئا لمصر ولكنهم فعلوا لانفسهم‮.. ‬كانت عزبة وخاصة
ملكية‮.. ‬افقروها وجعلوا أعزة اهلها أذلاء وعادوا بها الي عصور مظلمة
وجعلوا بعضا من ساكنيها يأكلون من صناديق الزبالة‮.. ‬كان يكفي للمتحولين
والمتلونين من أذناب الحزب الوطني ان يحمدوا الله انهم مازالوا يقبعون في
أماكنهم وبعضهم ما يزال في مواقعهم الاعلامية‮ ‬ولم يجلسوا في بيوتهم أو
يدخلوا الي ليمان طرة مع الداخلين‮.‬
ينبغي أن نلاحظ ان هؤلاء لم يمسهم
أحد بسوء ولكن أن يشاركوا في حوار يخص مستقبل مصر فهذا هو منتهي السفه وهذا
هو منتهي الاستخفاف بما عاناه هذا الشعب طوال ثلاثين عاما وما قبلها من
حكم الوطني صاحب الشعبية الوهمية وجماهير قوي الشعب العاملة‮ ‬غير الموجودة
اللهم إلا في عضويات الحزب الوهمي‮!‬
لم يحترم احد حق الجماهير التي
قامت بالثورة‮.. ‬ولم يع أحد خطورة وجود مثل هذه الوجوه التي كسبت وعاشت في
العز من وراء ارتباطها بالحزب الوطني واليوم خرجت لتنفي أي علاقة لها بهذا
الحزب الكريه الوجه والصورة‮.‬
اذا كنا جادين بالفعل في حوار يستشرف
مستقبل مصر وقلوبنا مخلصة تحب مصر باخلاص فيجب ان نعطي الدفة لشباب الثورة
وهناك من العقلاء فيهم كثيرون وأن تختفي وجوه الحزب الوطني الي الابد‮ ..
‬لا نريد منهم جزاء ولا شكورا‮.. ‬اذا كانت ثورة يوليو‮ ‬1952‮ ‬حكمت علي
باشوات واحزاب ما قبل الثورة بالابتعاد عن السياسة تماما فلا أقل من أن
تحظي ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير بهذا الشرف وان يبتعد كل هؤلاء بمن يعملون ويقودون
الاعلام الان عن حياتنا‮.. ‬للاسف‮.. ‬عندما نطالع الصحف وضيوف برامج
الفضائيات لا نري الا نفس الوجوه التي سئمناها هي التي تتكلم وتتحاور
وكأنهم موكلون عن الجماهير‮.. ‬كفاية كده‮.. ‬كفاية بالقوي‮.‬