في الصميم عبدالناصر‮.. ‬والخفافيش‮!!‬

الخفافيش حطمت تمثالا لجمال عبدالناصر في سوهاج‮. ‬الخفافيش‮ ‬تحب
الظلام وتكره كل ما يرمز للنور ويبشر بالحرية‮. ‬يتحطم التمثال ويبقي
عبدالناصر في المكان الذي لا تستطيع الخفافيش الوصول إليه‮.. ‬في قلوب
الملايين التي تحتضنه رمزا للنضال من أجل الحرية والعدالة والكرامة
الوطنية‮.‬
الخفافيش حطمت تمثالا لعبدالناصر‮. ‬هل تتصور بجهلها
المثالي أنها ستنجح فيما فشلت فيه قوي كبري جندت كل امكانياتها علي مدي
أكثر من نصف قرن لمحاربة عبدالناصر حيا وميتا،‮ ‬فلم تحصد إلا الخيبة لأنها
كانت في الحقيقة تحارب الأمة العربية كلها وتصادر علي حقها في الحرية
والاستقلال والكرامة والوحدة‮.‬
الخفافيش لا تغفر للرجل أنه انحاز للعلم
فأغلق الطريق أمام ما تمثله من شعوذة‮. ‬وأنه اختار المستقبل بينما كانت
ومازالت تريد إعادتنا إلي كهوف التخلف‮. ‬وأنه وقف بالعدل وصحيح الدين
ينصف الفقراء ويعيد الحقوق للعمال والفلاحين،‮ ‬وكان ذلك عند الخفافيش
إثما عظيما‮!‬
الخفافيش حطمت تمثالا لعبدالناصر‮. ‬ربما أفزعهم أن يكون
هو وحده الذي ارتفعت صوره في أيدي الثوار في ميادين التحرير‮. ‬وربما
أغضبهم ان أطفال القدس مازالوا ينقشون صورته علي أحجار المدينة المقدسة‮.
‬وربما لم تتحمل مشاعرهم‮ »‬الرقيقة‮!!« ‬مقارنة الناس بين حكام حالفوهم
وأيدوهم ونعموا بعطاياهم،‮ ‬وبين حاكم رحل عن الدنيا وفي جيبه ‮٤٨ ‬جنيها،‮
‬وهو لا يملك من متاع الدنيا شيئا إلا حب الملايين التي مازالت تضعه في
قلوبها وتمنحه محبتها وتحفظ مكانه في تاريخها‮.‬
الخفافيش شوهت تمثالا
لعبدالناصر‮. ‬لا بأس،‮ ‬فالتمثال ستقام بدلا منه تماثيل،‮ ‬والرجل سيبقي
في ضمير أمته،‮ ‬لكن أجراس الخطر لابد أن تقرع‮.. ‬فقد هدمت الخفافيش قبل
ذلك الأضرحة وقيدت القضايا ضد مجهول‮! ‬وقطعت الخفافيش الأذن وقيل من باب
الغلط‮! ‬وحاصرت دور العبادة واغتصبت المنابر ولم يتحرك أحد‮! ‬وهددتنا
بحرب أهلية من أجل عيون كاميليا واخواتها‮! ‬والآن تتنقل بنا إلي حرب
التماثيل‮.. ‬فيا أهلا ب»تورا بورا‮« ‬إذا لم تتحرك الدولة وتحاصر الفتنة،‮
‬وإذا لم تتوحد كل قوي المجتمع في مواجهة خفافيش الظلام‮!!‬