مدفيديف: القذافي ارتكب الكثير من الاخطاء التي يمكن اعتبارها جريمة، ويجب على شخص ما اتخاذ قرار بالرحيل
13.04.2011
عشية
زيارته للصين لحضور قمة منظمة "بريكس" التي تضم روسيا والصين والهند
والبرازيل وجنوب افريقيا ادلى الرئيس الروسي دميتري مدفيديف بحديث
للتلفزيون الصيني المركزي CCTV تطرق فيه الى العلاقات الروسية - الصينية
والى العديد من القضايا الدولية ، ومن بينها الوضع الملتهب في ليبيا الذي
قال عنه الرئيس بأنه خرج عن نطاق السيطرة . واليكم النص الكامل للحديث :
سيادة
الرئيس المحترم ، شكرا جزيلا لكم على موافقتكم على إجراء هذه المقابلة.
قبل كل شيء أريد أن ادقق معكم ما يلي : نحن نعلم أن أحد المواضيع الساخنة
التي يناقشها الجميع الآن هي أنه في الثاني عشر من ابريل/ نيسان ، سيتم
الاحتفال بذكرى مرور خمسين عاما على أول رحلة الى الفضاء قام بها الإنسان
وهو يوري غاغارين. ما رأيكم في أهمية هذه الرحلة للبلد وللبشرية كلها؟
وماذا ينتظرنا في المستقبل في مجال استكشاف الفضاء؟ أنا
متأكد أن هذا الحدث كان ثوريا ورمزيا تماما وشكل إنجازا متميزا في علم
استكشاف الفضاء السوفيتي. وبعد ذلك ، قسم العالم كله إلى مرحلتين ما قبل
رحلة الإنسان إلى الفضاء وما أصبح عصرا فضائيا. وهناك الكثير الذي عملناه
في عصر الفضاء حيث كانت الرحلات الفضائية كثيرة ووصل الناس الى سطح القمر
وبات عدد كبير من مواطني الدول المختلفة بما في ذلك مواطنو جمهورية الصين
الشعبية رواد فضاء. ولكن لا يزال هذا الحدث مهما ويبقي معلما أساسيا في
تطوير عبقرية الإنسان لأنه كان من المهم اتخاذ الخطوة الأولى. وأنا فخور
جدا بان الخطوة الأولى اتخذت من قبل بلدي. وبطبيعة الحال سوف نحتفل بذكرى
مرور خمسين عاما على أول رحلة الى الفضاء وأول رائد فضاء يوري غاغارين ،
وليس فقط نحن في روسيا بل وأصدقاؤنا في بلدان أخرى أيضا. ولذلك نعتبر هذه
الذكرى حدثا عظيما.
أما فيما يتعلق بمستقبل استكشاف الفضاء فكما
تعلمون كان هناك الكثير من الأفكار المثالية التي أصبحت اليوم أكثر واقعية
في مجال استكشاف الفضاء. نحن نحاول أن نقوم بالدراسات والتجارب ونحاول أن
نستخدم التكنولوجيا الجديدة في الفضاء. ولكن لا يزال لدينا حلما ، وبطبيعة
الحال ، الحلم حول قهر الكواكب والنجوم الأخرى ، لا أعرف متى سيحدث ذلك.
ولكني أعتقد أن البشرية سوف تحاول دائما أن تجمع بين هذين النهجين:
الرغبة والحلم لاستكشاف الفضاء الخارجي من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، هو
موقف عملي تماما تجاه الفضاء يساعدنا في معرفة ليس ليس فقط الاشياء العلمية
المثيرة للاهتمام ، بل الأشياء العملية تماما.
سيادة
الرئيس ، بعد أيام قليلة سوف تذهب إلى الصين إلى جزيرة هينان حيث ستشارك
في قمة منظمة بريكس. وفي الواقع هذه هي أول قمة لمنظمة البلدان الخمسة. ما
هي توقعاتك بشأن القمة المقبلة؟ كما أريد أن أعرف رأيك بالنسبة لأهمية
منظمة بريكس من وجهة نظر روسيا ؟ ما هو تأثيرها السياسي بالإضافة إلى
تأثيرها في مجال الاقتصاد الذي قد تتمتع به؟
أولي اهتماما كبيرا للتحضير لمؤتمر القمة، وهو المؤتمر الأول لمنظمة بريكس الذي سيعقد في هينان في جمهورية الصين الشعبية.
أولا
، لأنها حقا إطار دولي جديد ومهم جدا وتم استكماله الآن بانضمام جمهورية
جنوب أفريقيا. في البداية كان هناك الكثير من الكلام : "ما هي منظمة
بريك؟ ما هو طبيعة هذا الإطار من الدول؟ نعم ، هي كبيرة وبعضها كبير جدا ،
مثل جمهورية الصين الشعبية ولديها اقتصاديات كبيرة ، لكنها ستجتمع
وستتحدث وليس أكثر ". ولكن عندما بدأ هذا الشكل يكتسب زخما، وهذا ما يحدث
بالفعل ، بما في ذلك في وقت رئاسة روسيا الاتحادية ، بدأت هذه الأسئلة
تختفي ، وذلك لأن دول البريك ، والآن دول بريكس بدأت بتنفيذ مبادرات مشتركة
لتنسيق سياساتها الاقتصادية وإيجاد نهج مشترك لحل مختلف القضايا الدولية.
ومع مرور الوقت عندما بدأنا فعلا العمل بشكل وثيق ومكثف ، ظهرت هناك مشكلة
واحدة كبيرة وهي الأزمة المالية العالمية. ويجب أن أعترف ، اريد ان اقول عن
ذلك. بصراحة، لقد تغلبنا على تداعيات الأزمة بسرعة كافية لأن دول البريك
كانت تمارس نهجا موحدا. أنا لا أقول أن هذا أمر رئيسي ولكنه ساعد في
التفاهم لأننا على سبيل المثال وصلنا إلى مؤتمر "العشرين" ولدينا موقف
واحد.
وبالمناسبة آمل ان تجري الأمور بنفس الطريقة بعد اجتماعنا
في هينان حيث سنتحدث عن طرق المساهمة في التنمية الدولية وكيفية التعامل
مع المشكلات القائمة ،إنها كثيرة بما في ذلك مشكلات النظام المالي
العالمي ، وما هي المعايير التي يجب أن تستخدم في التعامل مع المؤسسات
المالية الدولية. وعلى سبيل المثال ناقشنا مسبقا مسألة كيفية الوصول إلى
اتفاق حول إعادة توزيع الحصص في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وهذا
الموقف العام الموحد طرحناه للنقاش أمام الدول"العشرين".
إن منظمة
بريك وهي منظمة بريكس اليوم بالفعل عبارة عن آلية عاملة ومشكلة بالكامل
لتنسيق مواقف عدد من الدول الكبيرة والنامية بسرعة والتي تشمل الصين
والهند والبرازيل وروسيا والآن جمهورية جنوب أفريقيا وهي أداة هامة جدا.
وأنا متأكد تماما من أن اتصالاتي القادمة ستكون أيضا إيجابية. بالطبع وآمل
أن اجتمع مع جميع رؤساء دول بريكس بما في ذلك هو جين تاو رئيس جمهورية
الصين الشعبية. وسوف نناقش معه القضايا الثنائية وبطبيعة الحال المسائل
المتعلقة بتنسيق سياستنا في الشؤون الدولية.
هذا هو جدول الأعمال.
وآمل أن نحقق نجاحا في كل شيء، أنا لا أتحدث عن حقيقة انني سأستمتع في
زيارة هينان. فأنا لم أزر هذا المكان في السابق . وعدد كبير من السياح من
بلدنا زاروا هينان. انه منتجع جميل ، وأنا متأكد من أنني سأحب كل شيء.
أنا
واثق من أنه إذا كان لديك المزيد من الوقت في هينان لرؤية المشاهد
المحلية فإنك ستحبها. هناك في الواقع عدد كثير من السياح الروس ، ومناظر
طبيعية جميلة في الجزيرة تجذب الروس.
أنتم على حق في قولكم انه في
هذا العام تعقد القمة لأول مرة بمشاركة البلدان الخمسة وإنها تعقد في
هينان حيث الطقس دافئ. أنا متأكد من أن أجواء القمة ستكون حارة أيضا
سيادة
الرئيس ، أريد أن أطرح سؤالا يتعلق بالعلاقات الثنائية بين روسيا والصين.
ونحن نعلم أن هذا العام يصادف مرور عشر سنوات منذ التوقيع على معاهدة حسن
الجوار والصداقة والتعاون بين روسيا والصين. وتم خلال هذه السنوات تنمية
الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا ، وبصفة عامة فإن هذه العلاقات الآن
ناضجة إلى حد ما وجيدة جدا وفي مرحلة متقدمة من التطور في تاريخ العلاقات
الثنائية. هل تعتقد أن علاقتنا الآن في الواقع على أعلى مستوى في تاريخها؟
وماذا يجب القيام به وما هي النواقص الموجودة وما هي التوقعات بالنسبة
لتطويرالعلاقات؟
أنا أتفق تماما أن علاقاتنا الآن
هي في أعلى نقطة من تطورها في تاريخ العلاقات الروسية الصينية. ولكن هذا
لا يعني أننا يجب ان نسترخي ونشاهد كيف سارت الأمور ولا نفعل شيئا. لدينا
الآن علاقات قوية حقا. أولا ، نحن شركاء استراتيجيون ، وتنص المعاهدة
الموقعة بيننا على ذلك كما تؤكده العديد من التصريحات السياسية التي أدلى
بها رئيسا البلدين.
ثانيا ، لدينا حجم هائل من العلاقات
الاقتصادية والتعاون الاقتصادي. وحجم التبادل التجاري عاد في العام الماضي
إلى مستوى ستين مليار دولار. وإذا تحدثنا بصراحة ، فأنا واثق تماما من أن
هذا لا يشكل الحد الأقصى لاقتصادياتنا. الاقتصاد الصيني ضخم والاقتصاد
الروسي ، بصفة عامة ، ليس صغيرا أيضا. وأعتقد أننا يمكن أن نصل إلى مستوي
مئة مليار دولار في المدى القريب نسبيا ، هذا هو الأمر الذي ناقشناه مع
شركائنا الصينيين باعتباره هدفا متوسط الأجل لتنمية علاقاتنا التجارية.
ولكن
الأمر لا ينحصر في التجارة فقط. فلدينا تعاون قوي في مجال الاستثمارات.
ويشمل مجالات متنوعة بما فيها الطاقة. وليس هناك شيء غريب لأن الصين هي
مستهلك كبير للطاقة ، وروسيا بدورها تشكل مصدرا قويا للطاقة. نحن نعمل
سويا في التكنولوجيات العالية ومنخرطون في الفضاء معا ، ونقوم بإنشاء
محطات توليد الطاقة النووية كما نعمل على تطوير التعاون في المجالات
الزراعية المختلفة. لا توجد ضرورة لتسمية كل مجالات التعاون ، ناهيك عن
الاتصالات التقليدية في مجال الصناعات الهندسية والصناعات الثقيلة. ولكن
بالطبع لا بد من تعزيز كل هذه الاتجاهات. ولكننا بحاجة الى مجالات جديدة
للاستثمار.
في الواقع ، إذا كنا نتحدث عن الاستثمارات فإنها لم
تحقق بعد المستوى المطلوب ،لقد أصبح معدل التبادل التجاري كبيرا ،هذا صحيح،
ولكن لا توجد استثمارات. وأعتقد أن مليارين وستمئة مليون دولار من
الاستثمارات الصينية المباشرة المتراكمة في روسيا الاتحادية ، وحوالي مليار
من الاستثمارات الروسية المباشرة في الصين لا تزال قليلة جدا. ونحن نعلم
أن الصين تستثمر الكثير في اقتصاد الدول الأخرى، وروسيا تستثمر كذلك وأعتقد
أنه ينبغي لنا أن نفكر في كيفية تعزيز التعاون الاستثماري خاصة وأن
الاستثمار المتبادل يعزز التعاون بين الدول نفسها بشكل كبير ويمكن أن يحل
بشكل مشترك الأزمات ومجموعة متنوعة من المشكلات ، ويساهم في إنشاء مشاريع
مشتركة. ولذلك أعتقد أن العنصر الاستثماري في علاقاتنا يلعب دورا مهما
للغاية. .
وأخيرا فيما يتعلق
بالتعاون الإنساني و كما تعلمون فانه يسرني جدا وأنا سعيد لمجرد أن أتذكر
أنني كنت رئيس لجنة تنظيم سنة روسيا في الصين وسنة الصين في روسيا ، حيث
عملت في حكومة بلدنا. وزرت آنذاك جمهورية الصين الشعبية مرارا وتكرارا
ونظمت اجتماعات ومناقشات كثيرة ومتنوعة عددها ما يقرب من خمسمائة و كان
الكثير منها ممتعا جدا. .
اعتقد أن الأهم من ذلك ، أن يَطلع
شعبنا على واقع الحياة في جمهورية الصين الشعبية في الظروف الحالية الجديدة
، وبالعكس أن يطلع المواطنون الصينيون على الحياة في بلدنا. ولذلك اعتبر
ان التعاون الإنساني والتعاون في مجال الثقافة مهم جدا، وبالمناسبة فإن
تنظيم سنة اللغة الروسية في الصين واللغة الصينية في روسيا يساعد في تقوية
التعاون الإنساني، لذلك لدينا الكثير من العمل.
قلت
لكم إن والدي درس في روسيا الأدب الروسي وعمل أستاذا في الجامعة وكان
معلما للغة الروسية والأدب وفي الواقع يوجد الكثير من المواطنين في الصين
الذين يهتمون بروسيا ومشاعرهم دافئة جدا نحو بلدكم.
وأعتقد أنه من
المهم جدا أن يتغير الرأي العام الصيني نحو روسيا تغيرا ايجابيا، نحن
جيران وتوجد لدينا مصالح مشتركة كثيرة، ولكني اعتقد ان الرأي العام يلعب
دورا مهما بالطبع.
وأود الآن معرفة من فخامتكم ما يلي: في
الماضي تعلمت الصين من روسيا، ونحن سمينا الاتحاد السوفيتي " بالأخ
الأكبر العظيم "واليوم في العقد الأخير، في عصر الإصلاح والتنمية حيث تتطور
الصين بسرعة هل يشعر بعض الناس الروس بشيئ غير مريح في هذا الصدد؟ و
باعتقادكم بماذا يفكر المواطن الروسي العادي عن الصين؟أنتم
تعرفون، وأنا مقتنع تماما أن الشعب الروسي ، كما انتم تكلمتم ، يحمل شعورا
طيبا نحو جمهورية الصين الشعبية وذلك لأسباب مختلفة وهي كما يلي: أولا -
لدينا تاريخ طويل مشترك وعشنا مراحل مختلفة وصعبة في بعض الأحيان ولكن
هذا هو تاريخنا المشترك، لا يوجد غيره. وخلال هذه الفترة فعلنا الكثير
لاقامة علاقات جيدة بيننا . ثانيا - الكثير من الناس عندنا ينظرون بإعجاب
الى التطور في جمهورية الصين الشعبية . قبل قليل انتم تكلمتم انه في فترة
ما تعلم الصينيون من شعب بلدي هذا شيء طبيعي وكل الناس عليهم أن يفهموا
انه يوجد لدى الشعوب الأخرى ما يمكن تعلمه. الآن يوجد لديكم شيئ
ويمكن لشركاتنا ورجال الأعمال لدينا وبعض مؤسساتنا الاجتماعية أن تتعلم من
أصدقائنا الصينيين -- هذا أمر طبيعي. وعلى أي حال ، لا توجد حاجة للغطرسة
والقول إننا كنا في غاية الأهمية والآن لا نحتاج الى التعلم من شخص ما .
اعتقد ان على كل شخص أن يتعلم دائما ، وبدون التعلم فان الإنسان يبدأ
بالموت. ولذلك برأيي الشخصي علينا أن نتعلم من بعضنا البعض ، هناك دائما
يوجد شيء لنتعلمه ، وخاصة ما بين الدول المجاورة الصديقة ، لذلك أعتقد
أننا ، أولا ، يمكننا أن نتعلم من بعضنا البعض ويجب أن نفعل ذلك ، وثانيا ،
بالنسبة لغالبية مواطني بلدي ، وكذلك لمواطني الصين فانهم لا يزالون
أصدقاء وهذا ما وجدته شخصيا عندما قضيت أسبوع عطلة في الصين. أستطيع أن
أقول لكم اني قضيت إجازتي على شاطي البحر الأصفر وكان هناك عدد هائل من
السياح الروس يستجمون في الصين ، أنهم يرغبون في ذلك ، وفي اعتقادي لا
توجد أي حدود أو أي تمييز في علاقاتنا المتبادلة ، لا وجود لها، انها
خرافة.
في
الواقع ، في العصر الحديث ، في ظل الوضع الراهن روسيا والصين تتعاونان في
الكثير من القضايا الدولية ولدينا مواقف متشابهة مشتركة، على سبيل المثال ،
في العام الماضي خلال تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية ، قامت روسيا
والصين بعمل كبير لتخفيف شدة التوتر واستئناف المحادثات السداسية. والواقع
أن مواقف بلدينا تتطابق تماما ، كيف تشعرون الآن ، هل من الممكن استئناف
المحادثات السداسية؟ و في حال استئنافها ، ما هو الدور الذي يمكن أن تضطلع
به روسيا في تسوية القضية في شبه الجزيرة الكورية؟ ما رأيكم كيف يجب تأمين
السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا؟ ما هي خطط روسيا في هذا الصدد؟خطط
روسيا في هذا الموضوع بسيطة ، نريد أن تنضم دول أخرى من اجل ضمان الأمن في
منطقة آسيا والمحيط الهادئ ، يعني ، في هذا الجزء من العالم. .
كيف يمكن أن تحقق ذلك ؟ من خلال القيام بالمشاورات المتعددة الأطراف فقط
حسنا ،
لقد ذكرت قضية شبه الجزيرة الكورية والعلاقات بين الشمال والجنوب ، ومسألة
نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وهل يمكن أن تحقق ذلك دولة
واحدة؟ لا! أنا واثق تماما من ذلك ونحن على استعداد للمساهمة بما في ذلك
في استئناف المحادثات السداسية ، وهل ستستأنف المحادثات المذكورة؟
أعتقد نعم ، ولكن في ظل ظروف معينة ، ومن اجل ذلك علينا أن نبذل كل ما في
وسعنا. وقد أصبح نفوذ الصين بهذا المعنى من أهم عناصر النجاح نظرا لأن
الصين تحتفظ بعلاقات متنوعة مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. كما أن
لدينا علاقات مع كوريا الديمقراطية كذلك وهي أيضا تاريخية ومتعددة الأوجه
واعتمادا عليها نستطيع ان نقدم المساعدة في عملية استئناف المحادثات.
من
ناحية أخرى ، لدينا و للصين علاقات جيدة مع جمهورية كوريا ، ولكن من
المستحيل أن تهيمن دولة واحدة على هذه القضية، ليس لأننا ضد المفاوضات
الثنائية أو الأحادية الجانب ، أنا ببساطة لا أؤمن في فعاليتها فقط. في بعض
الأحيان يقولون : أعطي كل شيء إلى بلد آخر للولايات المتحدة الأمريكية
مثلا و هم سيتفقون على كل شيء. لا لن يتفقوا ! العالم يطلب ضمانات ، ومن
الضروري إنشاء منظومة أمنية متكاملة ، وبالتالي فإن المحادثات السداسية
التي تشارك فيها الكوريتان والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة
الأمريكية ، هذا الشكل يبدو لي آلية أكثر موضوعية. يجب علينا أن نحاول
مواصلة الحوار و يجب تقديم بعض الحوافز لكوريا الشمالية لكي تفهم أنه لا
يوجد بديل للتعاون و أن الطاقة النووية والبرامج النووية ينبغي أن تكون
سلمية تماما. في هذه الحالة فقط يمكن الوصول إلي النجاح.. ونحن على استعداد
لذلك . بالمناسبة ، نحن نتعاون دائما ومباشرة مع زملائنا الصينيين في هذا
شأن.
في
الواقع كلامكم صحيح جدا. والعام الماضي شهد تصعيدا خطيرا للغاية للوضع في
شبه الجزيرة الكورية. وقد رأينا محاولات مختلفة من كلا الجانبين : سواء
كانت المناورات العسكرية اوغيرها من الإجراءات الاستفزازية. وبصفة عامة كان
الوضع على حافة الحرب. نعم.
كنا
نخشى من امكانية ظهور ميزان جديد للقوى في المنطقة وكان هناك مجرد نوع
من التحالف العسكري بين أمريكا وكوريا( الجنوبية) واليابان في هذا الاتجاه.
هل تعتقد أن مثل هذا التغيير في توازن القوى في المنطقة يمكن ان يصبح
حقيقة، و ما هو موقف روسيا في هذا الصدد؟ نحن
نعتبر أنفسنا جزأ من المنطقة أيضا. نحن لسنا من كوكب آخر. وبالنسبة لنا
نحن نهتم بما يحدث هناك. وإذا نفذ سيناريو عسكري ، لا سمح الله ، ستكون
كارثة عالمية لأننا نفهم أن استخدام القوة يميل إلى الانتشار.
ثانيا
، قد يكون هناك استخدام لأساليب مختلفة من الحروب وتعتبر هذه المنطقة
غنية بالسكان و ستكون الحرب فيها مجرد محنة رهيبة للجميع. وأعتقد أنه
لا توجد حلول عسكرية لهذه المشكلة ، ومنذ عقود رأينا حربا في شبه الجزيرة
الكورية، وهذا يكفي وأعتقد أن كلا الكوريتين تستطيعان التوافق ولا ضرورة
لتأجيج العواطف ، قعقعة السلاح ، والقيام بأنواع مختلفة من المناورات
العسكرية يمكن أن تصعد الوضع فقط. نحن نفهم هذا كنوع من المناورات
السياسية عندما يظهر طرف ما أسلحته و قوته و لكننا ندرك أيضا أنه أحيانا
يمكن ان تفشل آليات الردع . وماذا سيحدث؟ أقول لكم سيؤدي ذلك الى نشوب
صراع عسكري حقيقي حيث تدخل القوانين الأخرى الي حيز التنفيذ و هي قوانين
الحرب. و تصبح آليات الوساطة بما فيها اللجنة السداسية المذكورة غير
قادرة على عمل شيئ وهذا سيكون أسوأ سيناريو يمكن تصوره.
ولذلك ،
فإن مهمتنا هي بذل كل ما في وسعنا من اجل منع اندلاع صراع عسكري في هذه
المنطقة ، يكفينا ما يجري من صراعات عسكرية في أماكن أخرى. والعام الجاري
اصبح ليس سهلا بهذا المعنى.
كلامكم
صحيح جدا لقد شهد العام الجاري الكثير من النزاعات ، وبطبيعة الحال ،
الجميع قلق ازاء قضية ليبيا وغيرها من الصراعات وبؤر التوتر. لكن فيما
يتعلق بقضية ليبيا ، هل تعتقد أن الوضع هناك يمكن ان يخرج عن السيطرة
تماما ، وإذا تحقق ذلك فهل يمكن ان تتحول ليبيا الى عراق جديد؟ الوضع
الراهن قد خرج بالفعل عن نطاق السيطرة و لا يوجد أحد قادر على السيطرة
عليه في ظروف الحرب الأهلية الحقيقية ، ليس القذافي فحسب بل الحلف الأطلسي
كذلك لم يسيطر على الوضع الداخلي. أما القذافي فارتكب الكثير من الأخطاء
التي يمكن أن نعتبرها جريمة. أما إدارة حلف الأطلسي فليس لديها التشريعات
الدولية المطلوبة لخوض عمليات عسكرية واسعة النطاق. واكتسبت عملية الحظر
الجوي وإغلاق الاجواء شكلا غريبا يتميز أساسا باستخدام القوة. ومع ذلك ،
لم تحقق نتيجة حتى الآن ، وبقدر ما فهمت فان الخطط بهذا المعنى مختلفة
تماما لدى جميع الاطراف المشاركة .الأوروبيون يقولون شيئا ، أما
الامريكيون فيقولون شيئا أخر، مرة "سنشارك" ، وبعد ذلك "نحن لن نشارك".
والمتمردون لم يسيطروا علي الوضع ، لأنهم لا يملكون قوة أو وسيلة أو
امكانية لذلك. و الوضع بالفعل خارج عن نطاق السيطرة ، وإنه أمر محزن جدا.
ولكن
في نفس الوقت ، أعتقد أنه من أجل استعادة النظام والاستقرار يجب التصرف
بدقة وفقا للتفويض الدولي القائم. و بالمناسبة كان موقف روسيا و الصين
نحو أحداث ليبيا متشابها تماما. ونحن في البداية أدنا ما كان يحدث هناك ،
وصوتنا الى جانب القرار 1970 ، ومن ثم امتنعنا عن اعتماد قرار متعلق
بإمكانية إغلاق المجال الجوي واستخدام القوة ، اتخذنا بذلك موقفا محددا.
وسنواصل
تنسيق جهودنا وتنسيق التعاون الثنائي ، بما في ذلك في إطار منظمة بريكس
المذكورة . التوقع في هذه الحالة أمر صعب جدا وفي جميع الحالات أود أن أرى
الأحداث في هذا البلد تسير بشكل هادئ و استخدام جميع آليات المصالحة ،
لأنه تمت تجزئة البلاد ، واستقطابها ، ونحن نريد ذلك أو لا نريد فان الوضع
الراهن في ليبيا هو نتيجة للسياسة التي مارسها النظام الحاكم خلال السنوات
الماضية، وعلينا ألا ننسى ذلك. ثانيا ، يجب على جميع الأطراف تحمل
المسؤولية والبدء في حوار والعمل على تصور الاشياء التي قد تحدث في ليبيا
في المستقبل ؛ ثالثا ، يجب أن نفهم أن بقاء الدولة الليبية موحدة ،وبطبيعة
الحال الشعب الليبي، على المحك الآن. هذا الشهرأجريت مشاورات مع قادة دول
كثيرة من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا وسنواصل هذه المشاورات.
اليوم
قام بزيارتنا العاهل الأردني. أمس تحدثت هاتفيا مع الرئيس الأسد. ومع
ذلك ، ينبغي أن نواصل العمل الرامي إلى انهاء هذا الوضع الخطير بما في
ذلك الوضع في ليبيا. وأنا لن أخفي : نحن قلقون للغاية ، خاصة أن لنا
تقليديا علاقات جيدة مع الدول العربية ، وليبيا وغيرها. ولكن الآن نحن
بحاجة إلى أن ننظر إلى المستقبل.على جميع السياسيين الموجودين هناك اتخاذ
قرارات مسؤولة باسم شعب ليبيا. ويجب على شخص ما اتخذاذ قراربالرحيل من
اجل انهاء هذه المشكلة الخطيرة وإعطاء الفرصة لتنمية بلده. وأعتقد أن مثل
هذا القرار سيكون لصالح القضية.
من
المعروف أنكم أثناء ولايتكم الرئاسية أجريتم الكثير من الإصلاحات
المهمة ومن ضمنها إجراءات مكافحة الفساد ولا تزالون تقومون بإصلاحات مهمة
جدا. على سبيل المثال، سوف يستقيل مسؤولون كبار في الشركات الحكومية من
مناصبهم. هل لكم أن تحدثونا باختصار عن رؤيتكم وخطتكم الخاصة بالإصلاحات في
روسيا؟شكرا، لا شك أن هذه المسألة مهمة قبل كل شيء بالنسبة لنا، لكنها – كما يبدو لي – مهمة كذلك لشركائنا المهمين والأعزاء مثل الصين.
لقد
نضجت التغيرات، ومن لا يتغير يبقى في الماضي، وذلك أمر واضح. وكل الدول
الكبيرة تتغير بسرعة. ونحن نتابع كيف يتغير شركاؤنا وكيف تتغير الصين بشكل
خاص، كما نلاحظ النجاحات البارزة للشعب الصيني في تطوير بلاده وتحديثها.
وعلينا أن نتغير أيضا، ولا يجوز أن يبقى كل شيء ثابتا، وما كان يعتبر جيدا
قبل عشر سنوات لا يعد جيدا اليوم. ويجب علينا أن نتكيف مع المستجدات في
العالم و أن نكيفها وفق حاجاتنا.
لم يتوقع أحد في عام الفين وقوع
الأزمة المالية العالمية في عام الفين وثمانية. الأزمة التي هزت كل
الاقتصادات في العالم، وتعرضت كافة انجازاتنا للخطر. ولا يمكن تبرير ذلك
بأي من النظريات العلمية. ومهما كانت هناك من محاولات للاسشهاد بالدراسات
والكتب فلن يكون ذلك صحيحا، إذ لم يكن أحد مستعدا لذلك –لا علماء الاقتصاد
الدوليون ولا الساسة.
لماذا أتحدث عن ذلك؟ لأنه يجب علينا أن
نتغير أيضا، وروسيا ليست إستثناء. أظن أنه علينا أن نغير بلادنا وأن ندخل
التقنيات الحديثة ليس في حياتنا اليومية فحسب بل في مجال الإنتاج. كما لا
بد من توجيه روسيا إلى طريق الإبتكارات والتقنيات العالية. لإنه في هذه
الحالة فقط ستكون لدينا قدرة على التنافس في ظل العالم الجديد.وبطبيعة
الحال سنواصل تصدير مصادر الطاقة، لكن لا يمكن تأمين الرفاهية من خلال
النفط والغاز فقط في القرن الحادي والعشرين. لا أحد منا يمكن ان يعرف
ماذا سيحدث في عام الفين وخمسين . ومن المحتمل جدا أن النفط لن يعتبر مصدر
الطاقة الرئيس. وقد تكون هناك أنواع جديدة من الوقود ستضمن ميزان الطاقة.
أريد
التذكير بأنه حسب المعطيات التاريخية المتوفرة حاليا فإن البشرية استبدلت
كل خمسين سنة على مدى القرنين الأخيرين مصدر الطاقة الرئيس بمصدر جديد.
لذلك لا يمكن بناء المستقبل على اساس توليد الطاقة وتصدير المواد الخام
فقط، واليوم هذا الأمر بات واضحا للجميع. المسألة هي كيف يجب أن نتصرف.
ينحصر
هدف نهجنا في إعادة تحديث الإقتصاد والحياة السياسية، وعلينا عدم التخلي
عن كل ما أنجزناه خلال العشرين سنة الأخيرة وخاصة خلال السنوات العشر
الماضية ، لكن يجب علينا أن ننظر إلى الأمام. هل نظامنا السياسي مثالي؟
كلا، هو ليس مثاليا وهو يتطور باستمرار. يوجد لدينا الدستور الذي يعتبر
إنعكاسا للمجتمع الراهن. وفي الوقت نفسه علينا أن نعدل القانون إذا إقتضت
الضرورة وأن نجد أشكالا مباشرة جديدة لممارسة الديمقراطية في بلادنا. كما
يجب أن نكون منفتحين على الانتقادات. وهذا لا يعني أننا سنتبع كل النصائح
التي تعطى لنا، لكن لا بد من الإصغاء إليها بإهتمام ومن ثم نقرر ماهي
النصائح المقبولة بالنسبة لنا. لا يجوز العيش في عزلة ولا يجوز أن نقول
بأننا نعرف كل شيء حق المعرفة وسندبر أمورنا بأنفسنا، لأن مثل هذا الموقف
يؤدي عادة إلى الجمود وعدم الرغبة في التغيير ثم إلى الركود والخمول
وانهيار أسس الدولة.
وللاسف لقد مرت بلادنا في هذه المرحلة في
أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات حيث تلاشت الدولة القديمة. ولهذا
السبب علينا أن نكون مستعدين للتغيرات والمستجدات ويجب أن نتغير وأن نحدث
الإقتصاد والحياة الإجتماعية والنظام السياسي. لا بد من وصول أشخاص وساسة
ومسؤولين جدد إلى المؤسسات الإنتاجية، وينبغي أن يتطور الإقتصاد حسب
قوانينه الخاصة. كانت هناك حاجة في مرحلة محددة إلى تعزيز أسس الدولة
وتوحيد وتجميع الاقتصاد الحكومي المدمر، لكننا لا نسعى إلى بناء رأسمالية
الدولة وذلك ليس طريقنا. خيارنا يكمن في إنشاء إقتصاد السوق الحر. لذلك
يجب على ممثلي الدولة في مجالس المدراء في الشركات الكبرى أن يبتعدوا لأنهم
قد حققوا مهمتهم. وليحضر مدراء جدد مستقلون وليركز الوزراء على مهامهم
المباشرة أي إدارة الإقتصاد والصناعة والمجالات الإجتماعية، كي لا يقتلوا
الوقت في مجالس المدراء وفي الإجتماعات المختلفة. ذلك ما يجب تحقيقه
بالذات.
كما يوجد عدد من القضايا المختلفة التي علينا إتخاذ قرارات
بشأنها. لا بد من الإستفادة من خبرة الدول الأخرى ومتابعة خصائص تطور
الأنظمة الإقتصادية المختلفة ومتابعة خبرة أصدقائنا وما يفعله أصدقاؤنا في
الصين. هذا لا يعني إطلاقا أننا نستنسخ كل شيء، بل علينا قبول اشياء سليمة
اعتمادا على تجارب الآخرين . هذا هو نهج التحديث وهذا ما أريد أن أعمل
عليه.
فخامة
الرئيس، سبق لي أن زرت روسيا مرات عدة وأعتقد أنه يمكننا أن نستفيد من
التجربة الروسية في أشياء كثيرة. على سبيل المثال يمكن أن تستخدم بكين
تجربة موسكو في مجال تنظيم حركة المرور في المدينة.شكرا
لكم على هذا التقدير. (ضحك) ولكن إذا سمع حديثنا عمدة موسكو الجديد السيد
سوبيانين فيمكن أن يفكر انه لا يجب عمل اي شيئ في هذا المجال. لكنني أقول
لكم بصراحة إن غالبية أهالي موسكو غير راضية عن حالة ضبط المرور والازدحام
في شوارع موسكو. غير أنه في كل شيئ هناك مجال للمقارنة طبعا.
في شوارع بكين أيضا ازدحام شديد. لذلك ربما من يصل من بكين يرى أن الوضع في موسكو أحسن. وهذا هو رأيي الشخصي.
اليوم
أثناء حديثنا ظهر عندي انطباع أنكم تفكرون بجدية في دائرة واسعة من
المسائل. نعم، روسيا دولة كبيرة وعظيمة عدد سكانها أكثر من مئة
واربعين مليون نسمة في الأراضي المترامية الاطراف. هناك قضايا سياسية
واقتصادية تشكل ثقلا ومسؤولية كبيرة. ومع ذلك انت انسان شابّ من وجهة نظري.
هل تتعبون أم لا؟الامر
يعتمد على الوضع. وأنا لا أعتقد أني إنسان شاب، اما التعب فكل انسان يتعب.
هذا أمر طبيعي. والسؤال يكمن في كيفية التغلب على التعب. وإذا كنت ترقد في
السرير لتستريح فعلى الأرجح لن تقدر على مواجهة تحديات الحياة التي تطرأ
على كل إنسان حيثما كان يشتغل. ولكن إذا كنت تحاول أن تتغلب على التعب بعمل
نشيط فستحقق نجاحا.
ماذا يجب عمله؟ يجب ممارسة الرياضة على غرار
أصدقائنا الصينيين وقراءة الكتب وارتياد المسرح ومشاهدة الأفلام والتواصل
مع الأصدقاء وقضاء الوقت مع العائلة. في هذه الحالة فان التعب يستسلم وهذا
يساعد في التغلب على المشكلات.
فخامة
الرئيس بصفتي مراسلا لا أستطيع عدم طرح السؤال الذي يثير اهتمام العالم
بأسره: ما هي طبيعة علاقتكم مع رئيس الوزراء بوتين؟ لا سيما وأن الانتخابات
الرئاسية ستجري في روسيا بعد أقل من سنة. هل ستشاركون فيها؟لا
أستطيع أن أقول أن هذا هو السؤال الأكثر ندرة مما سمعته. ولكن هذا الامر
طبيعي. فعليكم طرح أسئلة مثل هذا السؤال وعليّ الإجابة عنها.
أما
طبيعة علاقتي مع فلاديمير بوتين فقد تطرقت الى هذا الموضوع مرارا وأريد أن
أقول مرة أخرى إن علاقاتنا ودية وجيدة للغاية وهي علاقات تشكلت أثناء
الاعوام العشرين الأخيرة وتعتبر مرحلة طويلة في حياتي حيث أعرف بوتين
تقريبا نصف عمري بعدما التقينا معه في سان بطرسبورغ منذ سنوات مضت. ونحن
نتواصل بشكل ودي، غير أنه لدينا اليوم وظائف مختلفة. أنا رئيس الدولة وضامن
دستورها. يقوم الرئيس بتشكيل الحكومة ويدير عمليات كثيرة في البلاد. أما
الحكومة فتؤدي واجباتها وتشتغل بالإقتصاد والمجالات الإجتماعية وكل ذلك
يعتبر عملا يوميا شاقا ، ما انعكس على طابع علاقاتي مع زميلي. وعندما كنت
أشتغل في الحكومة كان فلاديمير بوتين رئيسا وكان طابع علاقاتنا معاكسا. هذا
شيئ طبيعي.
أما المستقبل فلا أحد يعرفه، ولكني أستطيع أن أقول أني
بصفتي رئيسا للدولة أفكر في المستقبل بل يجب عليّ أن أقوم بذلك. لا أستبعد
الترشح لولاية رئاسية جديدة. وسأقوم باتخاذ القرار في المستقبل القريب
لانه لم يبق الا أقل من سنة على موعد الانتخابات. وهذا القرار يجب أن ينضج،
ويعتمد على الوضع الاجتماعي الحالي وعلى الاصطفاف السياسي وعلى آراء
المواطنين. قبل اتخاذ قرارات مثل هذه ينبغي دراسة كل الفرص والعمل بعد تفهم
الوضع بعيدا عن الصور النمطية. أمل أن تتبلور فكرتي في المستقبل القريب
وسأتحدث عن رؤيتي للوضع.
أتذكر
انكم مع رئيس الوزراء بوتين قلتما أن مهمتكما تتلخص في تحويل روسيا الى
أقوى دولة في العالم. هل هذه المهمة موحدة لديكما إن صح التعبير؟أنا
على ثقة بأنها مهمة موحدة لدينا. أضيف الى ذلك وأقول إن جميع القوى
السياسية الوطنية في البلاد تتمنى لوطننا الحبيب روسيا الاتحادية الازدهار
والرخاء. نعم، ربما نختلف حول سبل التوصل الى الازدهار. ولكن هذه هي
الديمقراطية، وهذه هي المنافسة. مثلا أنا عندي موقف وشخص آخر عنده موقفه
الخاص. والمواقف المتباينة يمكن أن تتكامل لتحقق النتيجة المرجوة. ويجب أن
تكون أولويات النمو متقاربة من أجل الوصول الى النجاح...
شكرا جزيلا فخامة الرئيس!