استقبلت اليوم الخميس، قرية برج مغيزل، 15 صياداً مصرياً أفرجت عنهم سلطات
العقيد القذافى بعد 33 يوماً من الاحتجاز بعد القبض عليهم على مركب صيد،
بدعوى دخولهم المياه الإقليمية لليبيا، بالزغاريد والطبول.

احتشدت القرية كلها احتفالاً بوصول أبنائها بعد أن اعتبرهم أهاليهم فى عتاد
الموتى، وأنهم لن يعودوا لمصر مرة أخرى، بعد أن ألقت كتائب القذافى القبض
عليهم، ولولا تدخل الخارجية المصرية والاتصالات المكثفة من المجلس الأعلى
للقوات المسلحة لما عادوا.

يقول على الله محمد الشاذلى رئيس مركب الصقر الجديد: "عشنا أياماً صعبة،
ففى كل دقيقة كانت تمر علينا كنا ننطق بالشهادتين، لأن قوات القذافى كانت
تهددنا بالموت، وكأننا رهائن، ولم يعتبرونا صيادين اضطرتهم الأمواج إلى
اللجوء للمياه الإقليمية الليبية لتحمينا من الأمواج العالية التى كدنا
بسببها نتعرض للغرق".

وأضاف: "عندما تم إلقاء القبض علينا، لاقينا معاملة سيئة جدا من كتائب
القذافى، وكأنهم وجدوا فريستهم الضالة، خاصة أن القذافى اعتقد أن المصريين
وراء الثورة هناك، ولولا عناية الله وتدخل الخارجية والمسئولين بمصر للقينا
حتفنا، ولكن الحمد لله، ونوجه شكرنا لكل المسئولين على الاهتمام، وهذا يدل
على قيادتنا الحكيمة التى تهتم بالمصريين فى وقت الأزمات".

وقال كريم فوزى الشاذلى: "للأسف وجدنا سوء معاملة وحرمان من الطعام والشراب
من قبل قوات القذافى، حيث تركونا 10 أيام بدون طعام، كنا نأكل أى خبز ملقى
على الأرض، وقد أكلنا ما لم نكن نتوقع أن نأكله، وعند بدأ اتصال الخارجية
بدأوا يقدمون الفتات من الطعام لنا، وكان هناك ليبيون يعطفون علينا ونحن فى
السجن بمنطقة سرت".

يضيف زغلول محمود والد أصغر الصيادين (مصطفى): "الحمد لله على عودة ابنى،
ورغم الخطر الذى كان فيه، إلا إننى لم أفقد أملى بالله فى عودته، وكان قلبى
يحدثنى أنه عائد، وكنت أسمع الكثير عما قد تشكله قوات القذافى من دروع
بشرية وغيره، وكنا لا نذوق النوم ولا الطعام أنا ووالدته التى لم ينقطع
بكاؤها حتى رأته بعينها.

ويقول محمد خليل والد الصياد محمد: "أحمد الله على عودة محمد، وأشعر الآن
أنه وُلد من جديد، بعد أن اعتبرته من المفقودين لانقطاع الاتصال به منذ
إلقاء القبض على الصيادين، لأن عودة الصيادين فى ظل ظروف ليبيا وتهديدات
القذافى أمر خارق للعادة، وأمر لم نكن نصدقه، لذا فالشكر لله ثم
للمسئولين".

الجدير بالذكر أن القوات الليبية قد ألقت القبض على الصيادين وهم على متن
مركبهم "الصقر الجديد" يوم 5 مارس، لأن التيار جرفهم للمياه الإقليمية
الليبية، ومنذ هذا اليوم انقطع الاتصال بين الصيادين الـ15 الذين كانوا على
متن المركب، وتم احتجازهم فى منطقة سرت فى إحدى المناطق المتطرفة
بالمدينة، واستطاعت الخارجية المصرية التدخل للإفراج عن الصيادين.

والصيادون هم: على الله محمد حسن الشاذلى (ريس المركب) وحسن محمد الشاذلى
والسعيد شتا إبراهيم وكريم فوزى الشاذلى وجمال إبراهيم الجزايرلى وشعبان
سراج الدين وأحمد الحاج عبد القادر ومصطفى حسن على بهنسى ومصطفى زغلول
محمود (19سنة) وياسر النور حمادة وصبرى الحاج درويش وفتحى محمد خليل وسعيد
سيد الشهبى ومنصور متولى القرض.