|
تصوير- طارق وجيه
|
ميدان التحرير كما يبدو بعد إخلائه من المعتصمين
|
|
حذر الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، من أن الوضع الداخلى فى مصر أصبح خطيراً جداً، وقال خلال لقاء عقده، أمس، بمقر مجلس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف وعدد من الكتاب: «اقتربنا من بعض الخطوط الحمراء، بسبب استمرار حالة الانفلات الأمنى».
وأضاف: «الحكومة لديها قناعة بأن ما يحدث شىء ممنهج، ويهدد استقرار الوطن، ما يدعونا إلى الحسم فى مواجهة هذه الأمور»، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية تعتبر نفسها حكومة الثورة، وهى مسؤولية كبرى، مشدداً على أهمية عودة الأمن والاستقرار.
كانت الأيام الماضية قد شهدت تفجر أحداث الفتنة الطائفية عقب هدم كنيسة الشهيدين بأطفيح، ما أسفر عن مصرع ١٣ وإصابة ١٤٠ من المسلمين والمسيحيين فى الاشتباكات التى وقعت بمنطقة منشأة ناصر والمقطم قبل يومين، وشيع آلاف المواطنين جثامين ٧ من الضحايا، أمس، بدير سمعان الخراز، بحضور آلاف المواطنين، الذين طالبوا بمحاكمة المحرضين على الفتنة.
وواصلت نيابة حوادث جنوب القاهرة تحقيقاتها فى الاشتباكات، وعاينت منطقة الزرايب التى اشتعلت فيها النيران عقب الأحداث وتبين احتراق عدد من المنازل والمخازن، وعاين فريق آخرون نيابة الخليفة المحال التى تم تكسيرها بمنطقة السيدة عائشة، وتبين تحطيم وحرق ٩ محال وسرقة محتوياتها، فيما يتم حصر أعداد المصابين، وقررت النيابة ندب المعمل الجنائى لمعرفة أسباب اندلاع النيران فى المحال، وأمرت بسرعة تحديد المتهمين.
وفى محاولة لمواجهة أى أحداث قالت مصادر أمنية إنه تم رفع درجة تأمين الكنائس على مستوى القاهرة الكبرى، وتمت زيادة عدد الأفراد المشاركين فى التأمين، وإن فرقاً من العمليات الخاصة التابعة للأمن المركزى ستتولى تأمين الكنائس الكبرى مثل كاتدرائية العباسية.
وعلى صعيد جهود مواجهة الفتنة، أعلن أهالى أطفيح ترحيبهم بعودة الأقباط لمنازلهم، وقال خالد محيى البحيرى، فلاح: «المسلمون لم يطردوا الأقباط، بدليل أن أعداداً كبيرة منهم لاتزال تمارس حياتها بشكل طبيعى داخل القرية».
وأصدر اتحاد شباب الثورة بياناً أمس، أكد فيه أن المسيرة المليونية المقررة، اليوم، بهدف تعزيز الوحدة الوطنية ستكون لمدة ١٢ ساعة فقط، وأى شخص يحاول التواجد فى الميدان بعدها لن يكون من الثوار، مطالباً القوات المسلحة بالقبض على كل من يحاول احتلال ميدان التحرير مرة أخرى.
وقررت وزارة الأوقاف توحيد خطبة الجمعة، اليوم، ليكون موضوعها حول الوحدة الوطنية، ونبذ العنف بين أفراد الوطن الواحد.
وقال الدكتور عبدالله الحسينى، وزير الأوقاف، إنه أصدر توجيهاته بضرورة التركيز على توحيد الصف الوطنى بين المسلمين والمسيحيين فى الخطبة، والاستشهاد بما جاء فى القرآن والسنة من توجيهات واضحة للتعايش والتعاون بين الجميع، والتأكيد على حرية العقيدة واحترام الآخر.
كان الأقباط قد واصلوا اعتصامهم أمام مبنى التليفزيون لليوم الخامس أمس، وزارهم عدد من الشخصيات العامة.