٤ أطفال و٣ زوجات بينهن عروس لم يمر على زواجها أكثر من ٣ أشهر يعيشون جميعا مأساة أحزان كبيرة، بعد اختطاف ثلاثة ضباط شرطة يوم «جمعة الغضب» فى رفح واحتراق السيارة التى كانوا يستقلونها. الطفلتان حبيبة وردينة رغم عدم تجاوز عمرهما ٥ سنوات، لكنهما رفضتا تناول الطعام، وفى حالة بكاء مستمر، تسأل دموع كل منهما: «بابا فين يا ماما هو هيرجع إمتى بقى؟!»، والعروس ولاء «٢٢ سنة» تبكى على خطف زوجها الذى تركها بعد شهر واحد فقط من زواجهما.
الزوجات الثلاث توجهن إلى المسؤولين فى وزارة الداخلية وفى كل الجهات المعنية، إلا أن الرد كان واحداً، وصادماً لهن فى نفس الوقت، حيث قيل لهن إن أزواجهن ليسوا من الأحياء ولا الأموات طالما لم يتم العثور على جثثهم حتى الآن.
٣ قصص مأساوية استمعت إليها «المصرى اليوم» من داخل منازل الأسر الثلاثة، وتسردها فى السطور التالية.
داخل منزل النقيب شريف المعداوى العشرى «٢٦ سنة» ضابط تنفيذ أحكام بالمنصورة، تجلس زوجته شيرين العشرى فى حالة من الحزن والأسى تمسك هاتفها المحمول فى يديها تنتظر أى اتصال من المسؤولين يطمئنها على زوجها، أو اتصالاً منه يخبرها أنه بخير.
قالت الزوجة المكلومة إنها فى حالة من الذهول بدأت مساء يوم ٢٨ يناير الماضى، عندما انقطع اتصال زوجها وأغلق هاتفه المحمول لتكتشف بعد أيام اختفاءه واحتراق السيارة التى كان يستقلها بصحبة زميليه النقيب محمد حسين والرائد محمد الجوهرى.
فى آخر اتصال بيننا وكان مصابا بحالة من الذعر والارتباك وقال لى إنه سيعود للمنصورة فى اليوم التالى وهو السبت.
أضافت الزوجة: أنجبنا طفلينا حبيبة «٤ سنوات»، ويوسف «عامين». «حبيبة تشعر بغياب والدها، ولا تجد وسيلة للتعبير عن حزنها وقلقها سوى البكاء الذى لا ينقطع. رفضت الذهاب إلى المدرسة حتى يعود والدها. ولكن «يوسف» لا يدرك من الموقف غير أن أمه دائما حزينة ومضطربة.
المأساة ذاتها ولكن بتفاصيل أخرى تعيشها دعاء رشاد زوجة الرائد محمد مصطفى الجوهرى «٣٢ سنة» رئيس مباحث تنفيذ الأحكام فى دكرنس، قالت: فى منتصف شهر يناير تلقى زوجى إخطارا من مديرية أمن الدقهلية بانتدابه فى مأمورية إلى رفح تبدأ يوم ٢٢ يناير لمدة ٣ أسابيع، وبمجرد وصوله اتصل بى، وأخبرنى أن الوضع خطير وبالغ السوء، وأن مدير الأمن طلب منه هو وباقى زملائه عدم النزول إلى الخدمة لحين إعطائهم التعليمات، وفى يوم جمعة الغضب ازداد الوضع سوءاً وأخبر شقيقى أحمد فى اتصال تليفونى معه بأنه يشعر بالقلق، ويوجد أشخاص يراقبونه وقال له «خلى بالك من دعاء والأولاد لأنى حاسس إنى مش راجع»، وكانت أول مرة يطلب فيها هذا الطلب، فقد قام بهذه المأمورية ٤ مرات سابقة.
أضافت أنهما أنجبا طفلين، ردينة «٤ سنوات» التى تحتضن صورة والدها مرددة: «بابا مفقود»، ومصطفى «عامين».
وأشارت الزوجة إلى أن اختطاف زوجها وزميليه تحوطه حالة من التعتيم الشديد والتجاهل من المسؤولين، وأنها ذهبت إلى بعض مسؤولى وزارة الداخلية وفى كل الجهات المعنية وقالوا لها إن زوجها ليس من الأحياء ولا الأموات، ولا يعلمون هو بداخل مصر أم خارجها، بكت الزوجة وقالت: «يا ريتنى ما كنت رحت، المفروض زوجى ده ابن الداخلية، والمفروض تكون حريصة على سلامته زينا بالظبط».
الأمر يختلف ولكن للأسوأ بالنسبة إلى العروس «ولاء - ٢٢ سنة» زوجة النقيب محمد حسين إسماعيل «٢٥ سنة»، التى قالت: تزوجت أنا ومحمد يوم ٢٢ ديسمبر العام الماضى وبعد انتهاء إجازة الزواج توجه إلى عمله ووجد إخطارا من مديرية أمن الدقهلية بانتدابه لمدة ١٥ يوماً إلى رفح. توجه محمد إلى المأمورية قبل يومين من جمعة الغضب، وفى هذا اليوم اتصل بى فى الحادية عشرة مساء، وأخبرنى أنه سوف يتحرك من العريش وسيعود مع زميليه محمد الجوهرى وشريف المعداوى. وفى الثالثة صباح يوم السبت اتصلت به للاطمئنان عليه، لكن هاتفه مغلق.