الموتى
فى صفحة الموتى
بيكلمونى كل يوم الصبح
بصورهم الباهتة
بعيونهم الثابتة
بيسألونى كلهم إمتى
ح تنطبع صورتك كمان
انتا ..
هنا زينا فى صفحة الموتى ؟
حبايبنا يا غاليين
محناش ح نتأخر
الدور ح ييجى والمصير محتوم
ياللى صورتها بطرحة الزفة
ده حكم من قبل الوجود محكوم
يا اتنين عجايز: حاج، ومقدس
صورتين بلاسة والجبين مهموم
يا مغترب
يا صورة طالعة من جواز السفر
يا رسم على وش التابوت مرسوم
فى حفاير الفيوم ...
وحفاير الفيوم جبانة م الزمن العتيق
مشهورة بالصناديق
وعليها بالالوان صور مخاليق
كاهن .. مراكبى .. ست بيت .. تاجر..
بنية حلوة .. عسكرى .. شاعر ..
صور بشر أيامهم انحسرت
مداينهم انـدثرت
توابيتهم انكسرت ..
مافضلش منها غير وشوش
بيبصوا نفس البصّة
وبيحكوا نفس القصة
مستغرقين فى الموت بلا غُصة
وفى الخلود رايحين ..
زى اللى فى الجرنال
فى صفحة الموتى
قلت الشبه من أين يتأتى ؟
قالوا عشان الكل مصريين.
الكل مصريين
الكل نفس الهوية
نعى المطارنة جنب نعى الشيوخ
طالبين سوا الرحمة الالهية
طالعين سوا أمجاد سماوية
فى وحدة أبدية
ما تعرف الطايفة المسيحية
م الاسلامية ..
تشهد صورهم جنب بعضيهم
فى الأعمدة السودة البكائية
بإن دى .. هيا ديا .
باحكى عن الموتى وملك الموت
يحصد امم وِيْدَرِّى فى الملكوت
يقعوا كندف التلج غير مسموعين
أو كالجبال يقعوا بأرعبها صوت
باحكى عن الموتى فى شتى العصور
وباقول عليهم ألف رحمة ونور
مش باحكى ابدا عن أمل دنقل
لأنه عايش رغم سكنى القبور
وقالوا فى الأمثال .. اللى خلف ما ماتش
وعن أمل يتقال .. اللى ألف ما مـاتش
وسلام على اللى فى صـفحة المـوتى
وسـلام على اللى فى صـفحة الاحياء.