عمرو شرف Admin
عدد المساهمات : 4719 النقط اللى حصلت عليها فى منتدى بحبك يا : 15603 تاريخ التسجيل : 28/05/2009 العمر : 34
بطاقة الشخصية لعبه: ســــوره: (0/0)
| موضوع: أما آن لهذا الاختلاف أن ينتهي؟ 25/08/10, 12:56 am | |
| أما آن لهذا الاختلاف أن ينتهي؟رمضان شهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر العتق من النار... رمضان شهر الله.لكن وبكل أسف ومرارة، في كل عام تتكرر نفس المأساة!إنها مأساة الاختلاف على تحديد بداية الأشهر الهجرية!وكأنه قد كُتب علينا نحن المسلمون أن نعيش في ظلمات الفرقة والاختلاف إلى أبد الدهر ! في كل عام تنعقد الندوات والمؤتمرات والمجالس لبحث هذه القضية المتجددة !فمنهم من يقول أنه لا يجوز إثبات مولد الهلال إلا بالرؤية العينية المباشرة !ومنهم من يقول بجواز الاستعانة بالأدوات التي تساعد على الرؤية !ومنهم من يقول بضرورة الاعتماد على الحسابات الفلكية !وكل فريق يستحضر الأدلة والشواهد التي تؤكد صحة وجهة نظره !وعامة المسلمين، لا حول لهم ولا قوة، حتى أننا بتنا نجد من هو صائمٌ، ومن هو مفطرٌ في البلد الواحد، والمدينة الواحدة، وحتى في العائلة الواحدة، نتيجة اعتماد كل منهم على مرجعية فقهية مختلفة !فما الحل؟بالأمس، وبعد استماعي لندوة حول هذا الموضوع، قلت في نفسي سأبحث في هذا الموضوع لعلي أجد ضالتي بجوابٍ شافٍجامعٍ لآراء المسلمين وكلمتهم.فاستعنت بالله العليم ودعوته أن يهديني سواء السبيل، وهذا ما توصلت إليه باختصار:- إن حجة ودليل من يقول بشرط الرؤية العينية، هو قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته)، فاعتبروا هذا الحديث واضحاً لا لبس فيه، يأمر فيه باعتماد الرؤية العينية للهلال. - وحجة ودليل من يقول بجواز اعتماد الوسائل والأدوات والأجهزة الحديثة: أن هذه الأدوات تساعد على الرؤية العينية، فهي كالنظارات الطبية مثلاً. وهذا الفريق يتبع الفريق الأول من حيث النتيجة. - أما الفريق الثالث، الذي يقول بجواز وضرورة اعتماد الحساب الفلكي، فحجته أن الإسلام دين علم، وعلى المسلمين الأخذ بأسباب العلم، لكن لا دليل شرعي واضح عنده.أما بالنسبة للفريق الأول (ويلحق بهم الفريق الثاني) فأقول: إن حجتكم فيها نظر، ليس لأن الحديث النبوي الشريف غير صحيح، وليس لأن فهم هذا الحديث مغلوط، فمعناه واضح بيِّن لا لبس فيه، وهو يأمر بالرؤية العينية البشرية.ولكن، هناك حديث شريف آخر، يوضح لنا سبب وعلَّة الأمر، يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام، كما ورد في البخاري ومسلم وأحمد وغيرها بروايات مختلفة: (إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا) يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ. هذا لفظ البخاري.فالعلة في الحديث الآخر (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) هي عدم التدوين، وعدم المعرفة بالحساب، وعلوم الفلك.إذن، ليس هناك من وسيلة أخرى يعتمدون عليها سوى الرؤية العينية.وإذن، فإن هذا الأمر خاص بالمسلمين في تلك الفترة، ومن كان على شاكلتهم.وبناءً عليه، فإن هذا الأمر لا ينطبق على المسلمين اليوم، فقد أصبح في بلاد المسلمين علماء حساب ورياضيات وفلك لهم باع طويل على مستوى العالم بأسره، وبذلك تكون علَّة الأميَّة وعدم المعرفة بالحساب قد انتفت.والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة: وما الحل؟ وما المخرج؟الحل هو بالرجوع إلى الأصل، وهو القرآن الكريم.فماذا يقول القرآن الكريم بهذا الخصوص؟يقول ربنا عزَّ جلَّ في الآية 185 من سورة البقرة:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}والشاهد هنا: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}. والخلط وقع هنا في تفسير كلمة {شهد}: بالمشاهدة العينية، مع أن هذه الكلمة معناها واضح ومفصل في المعاجم وكتب اللغة العربية!جاء في "القاموس المحيط":" الشَّهادةُ: خَبَرٌ قاطِعٌ، وشَهِدَ: كعَلِمَ. وشَهِدَهُ: كسَمِعَهُ شُهوداً، حَضَرَهُ فهو شاهِدٌ. وشَهِدَ لِزَيْدٍ بكذا شَهادَةً: أدَّى ما عندَهُ من الشَّهادَةِ فهو شاهِدٌ. واسْتَشْهَدَهُ: سألَهُ أن يَشْهَدَ. والشَّهيدُ وتُكْسَرُ شينُهُ: الشاهِدُ والأَمِينُ في شَهادَةٍ، والذي لا يَغيبُ عن عِلْمِهِ شيءٌ.وأشْهَدُ بكذا أي: أحْلِفُ. وشاهَدَهُ: عايَنَهُ. وامرأةٌ مُشْهِدٌ: حَضَرَ زوْجُها. وجاء في " القاموس المحيط" (باختصار) تحت كلمة (شَهِدَ): "قال أَبو إِسحق: الشهيد: الحاضر، والجمع: شُهَداء.وقولهم اشْهَدْ بكذا: أَي احْلِف، والتَّشَهُّد في الصلاة معروف، قال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن: أَشهد أَن لا إِله إِلا الله: أَعْلَمُ أَن لا إِله إِلا الله، وأُبَيِّنُ أَن لا إِله إِلا الله، قال: وقوله أَشهد أَن محمداً رسول الله: أَعلم وأُبيِّن أَنَّ محمداً رسول الله. وقوله عز وجل {شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو والملائكة وأولي العلم} قال أَبو عبيدة معنى شَهِدَ الله: قضى الله أَنه لا إِله إِلا هو، وحقيقته: عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ، لأَن الشاهد هو: العالم الذي يبين ما علمه. وشَهِدَتِ الملائكةُ: لِما عاينت من عظيم قدرته، وشَهِدَ أُولو العلم: بما ثبت عندهم وتَبَيَّنَ من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره. وقال أَبو العباس شهد الله بيَّن الله وأَظهر. وشَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكم: أَي بيَّن ما يعلمه وأَظهره.وقَوْم شُهُود: أَي حُضور، والشاهِدُ والشَّهيد: الحاضر، والجمع شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ. وقوله تعالى: {وذلك يومٌ مَشْهودٌ} أَي: محضور يَحضُره أَهل السماءِ والأَرض، ومثله {إِنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً} يعني صلاة الفجر: يَحْضُرها ملائكة الليل وملائكة النهار.وقوله عز وجل: {فمن شَهِدَ منكم الشهر فليصمه} معناه: من شَهْدِ منكم المِصْرَ في الشهر، لا يكون إِلا ذلك لأَن الشهر يَشْهَدُهُ كلُّ حَيٍّ فيه، قال الفراء: نَصَبَ الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه بوقوع الفعل عليه، المعنى: فمن شَهِدَ منكم في الشهر: أَي كان حاضراً غير غائب في سفره.ويقال امرأَة مُشْهِدٌ: إِذا كان زوجها حاضراً عندها، ومُغِيبٌ: إِذا كان زوجها غائباً عنها.من كل ما سبق، يمكن لنا أن نوجز معنى الشهادة بثلاث كلمات لازمة، هي:الحضور، والعلم، والبيان والتبيين.فالحضور: يمكن أن يكون حضوراً زمنياً، أو حضوراً مكانياً.والعلم: يُحصَّل بمصادر عدة،وأهمها: السمع، والبصر، والفكر.وأولها السمع لأنه أهم المنافذ للعقل، وهذا سبب تقديمه على البصر في القرآن الكريم: { إن السمع والأبصار والأفئدة كل أولئك كان عنه مسؤولاً}.والفؤاد هو: الفكر، والمحاكمة العقلية (ولي على ذلك شواهد وأدلة قرآنية كثيرة، ليس هنا مجالٌ لذكرها)وبذلك يصبح معنى الآية القرآنية {فمن شَهِدَ منكم الشهر فليصمه}: أي من كان منكم حاضراً (والحضور هنا بمعنى الإقامة في المكان)، وعَلِم بدخول شهر رمضان بإحدى الطرق المعتبرة، من سمع أو بصر أو استدلال عقلي (نتيجة فكر مبني على أسس علمية)، فليصمه.أما من كان متواجداً (وليس حاضراً) لكنه مريض أو مسافر {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.والله عز وجل قصَّ لنا في القرآن الكريم عن رجلٍ أسماه شاهداً، وبيَّن هذا الرجل شهادته، وقُبلت هذه الشهادة، وكانت الفيصل في الحكم. إنه الشاهد في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام حين اتّهمته امرأة العزيز بما اتَّهمته، وأتى الشاهد الذي لم يسمع أو يرى ما دار بينهما، لكنه فكَّر واستنتج، وبيَّن نتيجة تفكيره واستنتاجه: { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا: إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ}هذا الشاهد، كان حاضراً (زمانياً)، وعَلِمَ بوسيلة معتبرة، وبيَّن هذا العلم، وبذلك استحقَّ صفة الشاهد. أما تحصيل العلم عن طريق الرؤية والمعاينة في موضوع الشهادة، فقد قص علينا ربنا عزَّ وجلَّ قصة الحواريين مع سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، فقال تعالى:{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ}
وهناك أدلة قرآنية كثيرة، لكنني سأختم بهذه الآية الكريمة التي تبيِّن لنا علماً قد حُصِّل عن طريق السمع:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ، وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.وهؤلاء كانوا:- حاضرين {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} والمودة لا تكون إلا بين طرفين حاضرين.- وحصلوا على العلم عن طريق السمع {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ}. - وبيَّنوا علمهم: { يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا}، وبذلك كانوا من الشاهدين، لأن الله استجاب لهم: { فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}.الخلاصة:إن الحديث الشريف: {صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته} معلول بعلة الأميَّة وعدم معرفة الحساب، وهذا واضح في الحديث الشريف: {إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا}.وبما أن الهلال لا يمكن معرفة ولادته عن طريق السمع، بل بالرؤية أو الحساب، فكل أمَّة أميَّة تجهل الحساب (وهنا الحساب الفلكي) ما عليها سوى طريق الرؤية.وهذا الحديث الشريف ليس حكماً أبدياً على المسلمين بأنهم أمَّة أميَّة، بل هو توصيفٌ لحالهم في فترة زمنية معيَّنة.أما الأمة العالمة بالحساب، عن طريق مصادر موثوقة، وبوسائل موثوقة، فعليها اعتماد الوسيلة التي تراها أكثر دقة وموثوقية، ولا أظن أن الرؤية العينية هي أكثر دقَّة وموثوقية من الحسابات الفلكية في هذا الزمان، فعلماء الفلك اليوم يستطيعون تحديد موعد ولادة الهلال بالدقيقة والثانية في كل نقطة من أرجاء المعمورة قبل مدة من ولادته.ولذلك على المسلمين اليوم اعتماد الحساب الفلكي في تحديد بدايات الأشهر الهجرية، لنخرج من هذه الاختلافات، ونجتمع على كلمة سواء.والله أعلم.وأسأل الله عالم الغيب والشهادة أن ينير قلوبنا بنور معرفته، وأن يلهمنا سواء السبيل.والحمد لله رب العالمين | |
|