عمرو شرف Admin
عدد المساهمات : 4719 النقط اللى حصلت عليها فى منتدى بحبك يا : 15603 تاريخ التسجيل : 28/05/2009 العمر : 34
بطاقة الشخصية لعبه: ســــوره: (0/0)
| موضوع: قصيدة ارحل وعارك فى يديك....بقلم : فاروق جويده 20/05/10, 12:44 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قصيدة إرحل وعارك فى يديك الجزء الأول
بقلم الشاعر الصادق/ فاروق جويده قيلت فى المجرم جورج بوش
كل الذي أخفيته يبدو عليكْ فاخلع ثيابك وارتحلْ اعتدتَ أن تمضي أمامَ الناسِ يومًا عاريًا فارحل وعارُكَ في يديكْ لا تنتظر طفلا يتيمًا بابتسامته البريئة أنْ يقبِّلَ وجنتيكْ لا تنتظر عصفورةً بيضاءَ تغفو في ثيابكَ ربما سكنتْ إليكْ لا تنتظر أُمًّاً تطاردها دموعُ الراحلينَ لعلها تبكي عليكْ لا تنتظر صفحًا جميلا فالدماءُ السودُ مازالت تلوث راحتيكْ وعلى يديكَ دماءُ شعبٍ آمنٍ مهما توارتْ لن يفارق مقلتيكْ كل الصغار الضائعين على بحارِ الدم في بغدادَ صاروا.. وشمَ عارٍ في جبينكَ كلما أخفيتَه يبدو عليكْ كل الشواهد فوقَ غزةَ والجليلَ الآن تحمل سخطَها الدامي وتلعنُ والديكْ ماذا تبقى من حشود الموتِ في بغدادَ.. قلْ لي لم يعد شيء لديكْ هذي نهايتك الحزينة بين أطلال الخرائبِ والدمارُ يلف غزةَ والليالي السودُ.. شاهدة عليكْ فارحل وعاركَ في يديكْ الآن ترحل غير مأسوفٍ عليكْ.. *** ارحل وعارُكَ في يديكْ انظرْ إلى صمتِ المساجدِ والمنابر تشتكي ويصيحُ في أرجائها شبحُ الدمارْ انظرْ إلى بغدادَ تنعى أهلها ويطوفُ فيها الموتُ من دارٍ لدارْ الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ خلفَ جنودك القتلى وعارك أي عارْ مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيدكَ الاعتذارْ ولمن يكونُ الاعتذارْ؟ للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ.. للموتى.. وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟! ولمن يكونُ الاعتذارْ؟ لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ للشواطئِ.. للقفارْ؟! لعيونِ طفلٍ مات في عينيه ضوءُ الصبحِ واختنقَ النهارْ؟! لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكي وحيدا صارَ طيفا ساكنا فوق الجدارْ؟! لمواكبٍ غابت وأضناها مع الأيام طول الانتظارْ؟! لمن يكون الاعتذار؟ لأماكنٍ تبكي على أطلالها ومدائن صارت بقايا من غبارْ؟! للّهِ حين تنام في قبر وحيدا.. والجحيمُ تلال نارْ؟
ارحل وعارك في يديكْ لا شيء يبكي في رحيلك.. رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ لا شيء يبدو في وداعك لا غناءَ.. ولا دموعَ.. ولا صهيلْ مالي أرى الأشجار صامتةً وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها واستسلمتْ لليلِ.. والصمتِ الطويلْ مالي أرى الأنفاسَ خافتةً ووجهَ الصبح مكتئبا وأحلاما بلون الموتِ تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ اسمعْ جنودكَ في ثرى بغدادَ ينتحبون في هلعٍ فهذا قاتلٌ.. ينعى القتيلْ.. جثث الجنودِ على المفارقِ بين مأجورٍ يعربدُ أو مُصاب يدفنُ العلمَ الذليلْ ماذا تركتَ الآن في بغدادَ من ذكرى على وجه الجداولِ.. غير دمع كلما اختنقتْ يسيلْ صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ.. بؤسُ أطفالٍ صغارٍ أمهات في الثرى الدامي صراخٌ.. أو عويلْ.. طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ عن بيتٍ توارى يسأل الأطلالَ في فزعٍ ولا يجدُ الدليلْ سربُ النخيل على ضفافِ النهر يصرخ هل تُرى شاهدتَ يوما.. غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟! الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ تحمل عارك المسكونَ بالنصر المزيفِ حلمَكَ الواهي الهزيلْ..
ارحلْ وعارُكَ في يديكْ هذي سفينَتك الكئيبةُ في سوادِ الليل ترحلُ لا أمانَ.. ولا شراعْ تمضي وحيدا في خريف العمرِ لا عرش لديكَ.. ولا متاعْ لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ لا سندا.. ولا أتباعْ كلُّ العصابةِ فارقتكَ إلى الجحيمِ وأنت تنتظرُ النهايةَ.. بعد أن سقط القناعْ الكونُ في عينيكَ كان مواكبا للشرِّ.. والدنيا قطيعٌ من رعاعْ الأفق يهربُ والسفينةُ تختفي بين العواصفِ.. والقلاعْ هذا ضميرُ الكون يصرخُ والشموعُ السودُ تلهثُ خلفَ قافلةِ الوداعْ والدهر يروي قصةَ السلطانِ يكذبُ.. ثم يكذبُ.. ثم يكذبُ ثم يحترفُ التنطُّعَ.. والبلادةَ والخداعْ هذا مصيرُ الحاكمِ الكذابِ موتٌ.. أو سقوطٌ.. أو ضياعْ *** ما عاد يُجِدي.. أن تُعيدَ عقاربَ الساعاتِ.. يوما للوراءْ أو تطلبَ الصفحَ الجميلَ.. وأنت تُخفي من حياتكَ صفحةً سوداءْ هذا كتابك في يديكَ فكيف تحلم أن ترى.. عند النهايةِ صفحةً بيضاءْ الأمسُ ماتَ.. ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ وإذا اغتسلتَ من الذنوبِ فكيف تنجو من دماء الأبرياءْ وإذا برئتَ من الدماءِ.. فلن تُبَرئَكَ السماءْ لو سالَ دمعك ألفَ عامٍ لن يطهرَكَ البكاءْ كل الذي في الأرضِ يلعنُ وجهكَ المرسومَ من فزعِ الصغارِ وصرخة الشهداءْ أخطأتَ حين ظننتَ يوما أن في التاريخ أمجادا لبعضِ الأغبياءْ.. *** ارحلْ وعاركَ في يديكْ وجهٌ كئيبٌ وجهك المنقوشُ فوق شواهدِ الموتى وسكان القبورْ أشلاءُ غزةَ والدمارُ سفينةٌ سوداءُ تقتحمُ المفارقَ والجسورْ انظر إلى الأطفال يرتعدون في صخب الليالي السود.. والحقدُ الدفينُ على الوجوهِ زئيرُ بركانٍ يثورْ وجهٌ قبيحٌ وجهك المرصودُ من عبثِ الضلالِ.. وأوصياءِ الزورْ لم يبق في بغداد شيءٌ.. فالرصاصُ يطل من جثثِ الشوارع والرَّدَى شبحٌ يدورْ حزن المساجد والمنابرِ تشتكي صلواتُها الخرساءُ.. من زمنِ الضلالةِ والفجورْ
| |
|