هـل تشتـآق لنـا الأمآكـن إذا رحـلنـآ..,,

هــــل تشتـــاق لنــا الأمـــاكـــن إذا رحــلنــا...
أم أنهــــا تســـكن في القــلوب فلا تفـــارقنـــا....؟



======================




تلك البســاتين سقيتهــا مــاءً رقراقــاً بكل حــب
وبفخـــر ارتــديت ألــوان أرضهـــا
حبـــات التـوت لونت بهــا وجهي الطفــولي
وأزهـــارهـا زينــت بهــا خصلات شعـري...
ذاك الجبــل المطــل على الــوادي... هــل يــذكرني الآن؟
مع شـــروق الشمـس كنــا على مـوعــد مع قمتــه
فـــروعـة المشهــد كانت تكفــي لإثــارة خيــالنـا
المنـــازل تبــدو كنقـــاط بيضـــاء وســط الحقـــول
السحـــب تعــــانق الجبــــال
يــومهــا قلت لصــديقتي دعينــا نطــل البقــاء
فــربمـا سنلتقــي بغيمـة ضاحكــة تصعــد بنـا إلى السماء.....!





عنـــدمــا تجبــرنا الظــروف على الـرحيــل... فإننا نودع الأماكن ونطلق العنان للآلئ لتنفرط من العيون...تتقاذفنــا متـاهات الضيـاع وتتآكلنــا نيـران غــربة مسعـرة في داخلنـا... آه يا جرحـي الهـرم وأنت تمتـد خنجــراً في الخــاصرة...

وددت أن أخلع حواسي وأضعها عند عتبة باب أقرب جمعية خيرية... فلربما احتاجهـا غيري ليعزز وجوده بما حوله... لكي يرى ويسمع ويشعـر جيداً بما حـدث.. وربما كان أكثــر شجــاعة مني فاستطــاع أن يفعـل شيئاً..,,




على أطــلال الأمــاكن تـــاهــت خطـواتي... على وهــم كان اسمه أنا... على ذيول الخيبة الحمقــاء أسـرج فتيل حـزني... فلا أستطيع أن أحـزن أكثر فمنابعي قـد جفت..

وكــأن الأرض هال بهـا الجنـون
فصرخت بي قائله ارحلي من هنـا... ارحلـي من هنـا... ماعادت هذه الأمــاكـن وطنــاً فصيف نــار تجيـد كهـربة الهواء وطمـس الأشياء... نحن هنــا قابعـون حيث مــر القطــار وخلفنــا... ويهتـف الورد مواسيـاً من يملك الحـرف يشعـل ثورته في مـواكب مملكة المـواجع فأشعلي كل الممالك.. خيبــة أضيفهــا إلى خيبــاتي الأخــرى..

أحنيت شموخ رأسي بألم مخيـف ومضيت صــامتـه.. مشيعتـاً بقايا أمـل باغتني يومـاً... لا أعــرف من أين أتى,, لكنــي أعــلم تمــامـاً كيـــف وأيـــن مــــات....,,






وقبــــل أن أطفــئ شمعتــي
أيتهــــا الأمـــاكـــن
إن كنـــتِ تـــذكــرينــي
أبـــلغــي ســـلامـــاً
لكـــل أصـــدقـــاء الأمـــس
في حجــــــم
كــل الحــــب والأحـــزان
الـــذكــرى وشــــوقي
والحنيــــن...