عمرو شرف Admin
عدد المساهمات : 4719 النقط اللى حصلت عليها فى منتدى بحبك يا : 15603 تاريخ التسجيل : 28/05/2009 العمر : 34
بطاقة الشخصية لعبه: ســــوره: (0/0)
| موضوع: بين أروقة الصفحات 04/03/10, 02:32 pm | |
| ثمة وصف جميل منسوب لأحد الكتاب الأجانب مفاده "أن خزانة الكتب تشبه غرفه سحرية تقيم فيها أفضل أرواح البشرية وأحسن عقولها وأقواها..لكن هذه الأرواح تلوذ بالصمت بين دفتي الكتاب.. وعلى القارئ أن يخرجها عن صمتها ويستدرجها للحديث بأن يحاورها في ما تقول..فإن لم يفعل ذلك ظلت تلك العقول والأرواح صامتة..وربما هجعت في النوم العميق إذا طال أمد انتظارها من دون أن تمتد أيادي أحدنا نحو الرفوف التي تسكن فيها." أحياناً يجذبنا الكتــاب من خلال عنــوانه ...أحياناً تسحرنا حروف كاتب ما فنقرأ كل ما خطته أنامله من كلمات.. لنتعرف على الوجود من خلال منظاره.. لتنبثق رؤى جديده في مساحات أفكارنا.. وأحياناً لا نكتفي بالوقوف عند عتبة العنوان فنطرق أبواب الصفحات الأولى.. نكـون كمن يطل برأسه من فتحه صغيرة في الباب بصمت.. ذلك الكتاب الذي يتربص بنا ويتحرش بفكرنا وفضولنا.. كنت دائماً أهمل الصفحات الأولى حتى صادفت عيناك قدري لغادة السمان.. تساءلت هل حقاً للعيون لغة تغنينا عن البحث في بحور المفردات.. عن كلمات تتطابق أحاسيسها مع ما يعترينا في محطات الانتظار التي نقبع فيها عندما تصبح كل أروقة الفكر بيضاء.. وتختبئ الكلمات عن أنظارنا في قيعان الذهول المظلمة.. فنحتقر هذا الخذلان والضعف في ذاتنا.. ها أنا ذا أخيراً أختلي والكتاب..وحدنا.. بيني وبينه طــاولة وشوق وعقارب ساعة تفرقع أصابعها مللاً في إنتظار أن نفصح عما بداخلنا.. مددت له يدي.. كان لغماً خشيت أن يفجر بداخلي مزيداً من الدهشة.. "العينان والقدر" وضعا تجاهلي للمقدمات في دائرة الاتهام وبدأت: أبي..... بصمــت وتــواضع: اليك من نزف المعركــة ، بعد ما علمتني كيف أحــارب قدري غــادة إن الكتاب نفسه لو قرأناه ومن ثم أهملناه لمدة من الزمن .. لا يعود هو نفسه عند القراءة الثانية.. يختلف في الحالتين..كاختلاف الليل والنهـار.. أتراها أفكار الكتاب تتطور أم أننا في كل مرحلة عمرية..يكون لنا طيف..وكل طيف يحمل لون فصل ما.. وكل فصل يحمل في جيوبه معرفة وخبرة معينة.. فنتلقى أفكار الكاتب مرة أخرى بروح مختلفة.. أم أننا في كل مرحلة عمرية نتوشح المثاليه في محاولة لتقمص شخصية جديدة.. نرتدي رداءها حتى نقنع أنفسنا ومن حولنا أننا كبرنا وتغيرنا.. تحصيل حاصل لعصف رياح الزمن بكياننا على أرصفة الحياة..أعادت تشكيله... ليتناسب مع ألوان لوحتها.. تستحضرني الصفحات الأولى من دمعه وابتسامة لجبران.. عندما طلبوا منه جمعها ونشرها في كتاب.. فأجابهم ببيت من إحدى موشحاته قائلاً: ذلك العهــد من حيــاتي قد مضــى...... بين تشبيب وشكوى ونــواح فقالوا له : ذلك العهـد من حياتك قد مضى ، ولكنه لم يزل حاضراً في حياة محبيك ومريديك. فأجاب: إن الشاب الذي كتب قد ترنم بأغنية علوية قبل أن يموت.. فقالوا له : وعلينا أن نحفظ تلك الأغنية كيلا تتلاعب بها أيدي الضياع. فأجاب : افعلوا ماشئتم .. ولكن لاتنسوا أن روح ذلك الشاب قد تقمصت في جسد رجل يحب القوة والعزم محبته للظرف والجمال.. ويميل إلى الهدم ميله إلى البناء..فهو صديق الناس وعدوهم في وقت واحد.. إلا أني اختلف مع جبران.. الطفل في داخلنا يجب أن لايموت.. بكل حب نخبئه بين أضلعنا ويتوسد القلب.. نخشى عليه من العالم الخارجي.. فهو الصورة الأصلية لنا.. أجل كلما كبرنا اتسعت رقعة فهمنا للحياة ولكن هذا لا يعني أن نئده ونرميه في حفرة من حفر الضياع.. فبدونه نفقد الإحساس بجمال الوجود..يمتلئ رصيف حياتنا بأوراق المراره.. تتصاعد أبخرة اليأس في سماءنا.. فابتسم وافرح بوجودك في هذا العالم برغم كل شيء.. كن كطيـر يرفرف بين الأشجار والثمار.. فوق الهضاب والوديان.. ويشدو الألحان العذبه للأنام على مدى الأيام.. | |
|